حزب "النور" يدخل في نفق مظلم والرئيس مجهول

[Mary Naeem]

حزب "النور" يدخل في نفق مظلم والرئيس مجهول






كتب- بسام مهران وهدير الجمّال :
شتعلت أزمة حزب النور في الأفق وتصاعدت الانشقاقات داخل الكيان السلفي والاتهامات المتبادلة بين جبهتين أساسيتين، الجبهة الأولى يتزعمها المهندس أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق والدكتور يونس مخيون والمهندس جلال مرة والسيد مصطفى، وتساند
الدعوة السلفية تلك الجبهة والتي تصمم على إقامة الانتخابات الداخلية، وترفض قرار رئيس الحزب الدكتور عماد عبد الغفور الخاص بإيقاف الانتخابات ، علاوة على ذلك قامت تلك الجبهة بإقالة الدكتور عبد الغفور، وأسندوا رئاسة الحزب لسيد مصطفى خليفة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور.
في المقابل، هناك "جبهة الإصلاحيين" التي خرجت لتكشف عن سيطرة المدرسة السلفية بالإسكندرية على الحزب، مما أدى لانشقاق بعض قواعد الحزب في القاهرة والجيزة والغربية والشرقية وبورسعيد وغيرها من المحافظات، التي رفضت تلك السيطرة، ويتزعم هذه الجبهة الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، ويسري حماد ومحمد نور وهشام أبوالنصر وسامح الجزار، الذين أعلنوا إحالة أشرف ثابت للتحقيق، وإلغاء الانتخابات وبدء التطهير داخل الحزب، لكن الجبهة الأخرى قابلت الأمر بعزل رئيس الحزب.
وفي بيان لجبهة أشرف ثابت فسرت الهيئة العليا وأمناء الحزب بالمحافظات أسباب إقالة عبد الغفور، موضحة أن النور حزب يعلي من شأن العمل المؤسسي، وأن ،"مادة 136: وكيل المؤسسين هو رئيس الحزب حتى الانتهاء من أول انتخابات مجلسي الشعب والشورى المزمع إجراؤها في سبتمبر 2011 م، ويقوم خلال الفترة الانتقالية بتعيين عشرة أعضاء من الأعضاء المؤسسين ينضمون إليه ويكونون بمثابة "هيئة عليا مصغرة للحزب" تقوم باستكمال تعيين باقي هيئات الحزب اللازمة في الفترة الانتقالية - ما عدا مجلسي الحوكمة والشيوخ- وتستمر عضويتهم حتى تكوين وانعقاد أول مجلس للجمعية العمومية في الجمعة الأولى من شهر إبريل 2012 م".
وأضاف بيان حزب النور:" أن المادة صريحة في وجود حد لانتهاء شغل السيد وكيل المؤسسين لمنصب رئيس الحزب، وحد أخر لانتهاء عمل الهيئة العليا، حيث تنتهى الأولى بانتهاء انتخابات الشعب والشورى بينما يستمر عمل الهيئة العليا لحين انعقاد أول جمعية عمومية والذي كان مقررًا لها شهر أبريل، ثم تم تمديده بقرار من الهيئة العليا لتبدأ انتخابات الحزب فى 15-9-2012، ثم تم تنفيذه بقرار من الهيئة العليا، وأن المادة صريحة فى أن وكيل المؤسسين حتى في الفترة التى كان فيها رئيساً للحزب يعين عشرة أفراد يمثلون نواة للهيئة العليا، وهذه الهيئة هي التي تتولى بعد ذلك تعيين باقي هيئات الحزب.
ووجهت واجب الشكر للدكتور/ عماد عبد الغفور لوكيل المؤسسين على جهوده في التأسيس وعلى رئاسته للحزب حتى انتهاء ولايته، ولكن تفعيل هذه المادة كان ضروريًا بعد ما ظن وكيل المؤسسين أن رئاسته للحزب قائمة، ثم توسعه في استخدام صلاحيات لا يحق له استخدامها بعد تكوين الهيئة العليا بنص المادة سالفة الذكر وغيرها من مواد اللائحة، وعدوله عن الالتزام بالعمل المؤسسي حينما واجه الخلاف بينه وبين كل أعضاء الهيئة العليا عدا واحداً بالمضي قدمًا في إلغاء الانتخابات الداخلية، ثم قيامه بتوسيع عدد أعضاء الهيئة العليا مصادماً نص المادة 65 من اللائحة والتي تنص على (عدد أعضاء الهيئة العليا خمسون عضواً) وهذا العدد مستوفي حالياً من أمناء المحافظات المعينين ورؤساء اللجان المتخصصة وأعضاء الهيئة العليا طبقاً للمادة140 من اللائحة الداخلية للحزب.
وأكد البيان أن لجنة شئون العضوية مستقرة منذ إنشاء الأمانات، ولم يحدث بها تغييرات في الفترة السابقة ولم يتقدم أحد من أعضاء الحزب بشكوى ضد أي عضو من أعضاء لجنة شئون العضوية إلى مجلس الشيوخ، حيث هو الجهة الوحيدة التي منحتها اللائحة سلطة التحقيق مع أعضاء لجنة شئون العضوية، واتخاذ ما يلزم من قرارات طبقاً للمادة 170 من اللائحة، وقيام بعض الأعضاء بالتقدم بشكواهم ضد أعضاء اللجنة إلى رئيس الحزب ثم قيامه باتخاذ قرارات ضد أعضاء هذه اللجنة، وهذا ليس من حقه مطلقاً ومصادم للمادة السابقة، وهذا عودة إلى عصر القائد الفرد، حيث يلزمه أن يحيل هذه الشكاوى إلى الجهة المختصة وهي مجلس الشيوخ طبقاً للمادة السابقة.
وأضاف البيان :" رغم كل ما سبق من مخالفات سواء في الناحية الإجرائية بالتقدم بالشكاوى أو قيام رئيس الحزب باتخاذ قرارات ليست من صلاحياته، إلا أن الهيئة العليا تجاوبت وأجلت الانتخابات في المحافظات التي وردت منها شكاوى إلى رئيس الحزب السابق، مما يعنى أن الهيئة العليا حاولت جهدها الحفاظ على الوضع الأدبي للدكتور عماد عبد الغفور وكيل المؤسسين والرئيس السابق للحزب".
وشددت الهيئة على تمسك أمناء الحزب بالمحافظات بضرورة إجراء الانتخابات وفق الجدول الذي وضعته لجنة الانتخابات في الحزب ، ووافقت عليه الهيئة العليا بحضور الدكتور عماد وكيل المؤسسين والرئيس السابق للحزب.
رحب أمناء الحزب بالمحافظات بإسناد مهام رئيس الحزب بصفة مؤقتة لحين انعقاد الجمعية العمومية القادمة السيد/ مصطفى خليفة الذي يعرف جميع أبناء الحزب إلمامه بالواقع الداخلي للحزب، وانشغاله به طوال الفترة الماضية.
ووافق أمناء المحافظات بالحزب - عدا أمانتي القاهرة وبورسعيد، وامتنع عن التصويت أمين الحزب بالجيزة- على قرارات الهيئة العليا بتفعيل المادة 136، والتي تقضي بانتهاء فترة رئاسة وكيل المؤسسين للحزب وبالمضى في الانتخابات الداخلية للحزب، وتكون هذه القرارات صادرة باسم الهيئة العليا الموسعة للحزب .
في المقابل ، أعلن يسري حماد، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، فصل أشرف ثابت، ويونس مخيون، وجلال مرة، أعضاء الهيئة العليا للحزب، الذين أعلنوا سابقًا إقالة عماد عبد الغفور من رئاسة الحزب.
كما أعلن يسري حماد، عبر حسابه الرسمي على «تويتر» فصل نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم الحزب، بدعوى أنه تم التأكد من تعامله مع أحمد شفيق وأمن الدولة.
وقال حماد: «نحن حزب النور الأصلي برئاسة عبد الغفور قررنا فصل أشرف ثابت، ويونس مخيون، والمهندس جلال مرة، واستبعاد نادر بكار من موقعه كمتحدث رسمي، كما قررنا فصل كل من تم التأكد من تعامله مع الفريق شفيق أو أمن الدولة سابقًا؛ مثل نادر بكار وأشرف ثابت.
وقال معتز عبد الخالق عضو الهيئة العليا لحزب النور، "إن اجتماعًا عقد بالأمس وضم الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب و24 شخصًا من الهيئة العليا، وتم اتخاذ قرارات عدة بشأن احتواء الأزمة داخل الحزب، تمثلت في إحالة الأعضاء الـ11 الذين اجتمعوا أمس وأصدروا بيانًا بشأن إقالة عبد الغفور إلى التحقيق، واعتبار قرارهم لاغيًا وباطلاً وليس له أي صفة.
وأضاف عبد الخالق في بيان له، أن الدكتور عبد الغفور "ما زال رئيسًا لحزب النور طبقًا للائحة الداخلية، والتي بموجبها لا يحق للهيئة العليا سحب الثقة من رئيس الحزب بل تتم بأغلبية ثلثي الجمعية العمومية".
وأشار عبد الخالق إلى أنه "تمت إحالة عدد من الأعضاء للتحقيق على رأسهم أشرف ثابت، بعد الكشف عن زيارتهم للفريق أحمد شفيق قبل إعلان انتخابات الرئاسة"، مؤكدًا أنهم "التقوه دون الرجوع إلى رأي الحزب ولم يحصلوا على تفويض بذلك".
وأعلنت مجلس ادارة الدعوة السلفية بمحافظة الجيزة عن ثقته الكاملة فى شخص الدكتور عماد عبد الغفور - رئيس الحزب - كما يعلن عن تاييده الكامل لقرارت الدكتور عماد عبد الغفور والهيئة العليا الاخيرة التى من شانها رقى الحزب واعادة اللحمة بين ابناء الحزب واستعادة وضع الحزب الطبيعى فى خدمة الوطن والمواطنين .
وأكد المجلس في بيان له اليوم الجمعة ان هذه القرارات الحكيمة والجريئة والتى اتخذت بعد فترة طويلة من المحاولات المستمرة للاصلاح داخل البيت وحده وداخل الغرف المغلقة انها تسدل الستار على حالة الارتباك والفوضى و الاقصاء التى كادت تودى بالحزب نفسه .
وأهاب المجلس بجميع ابناء الحزب على مستوى الجمهورية عامة وعلى مستوى محافظة الجيزة خاصة ان يقفوا صفا واحدا مع رئيس الحزب الدكتور عماد عبد الغفور وان يلتزموا بقرارته والسعى قدما لاستعادة مكانة الحزب التى تاثرت بسبب الخلافات السابقة ، وتيهيب بهم عدم الاستماع الى اى قرارات تخرج من هنا او هناك والالتزام بالشرعية .
كما أكد المجلس على الجميع الالتزام باخلاقيات ديننا الحنيف وتحقيق المودة والرحمة بينهم كما قال الله( رحماء بينهم ) و ان يعملوا على تقديم مصلحة الحزب على المصالح الشخصية .

الدستور