صعود جسد العذراء في الانجيل
إن الكنيسة تؤمن بصعود جسد السيدة العذراء مريم
مستشهدًا بما ورد فى كتب التقليد والآبائيات والإنجيل
أنه عندما تنيحت العذراء مريم كان القديس توما أحد تلاميذ السيد المسيح يكرز بالإنجيل فى الهند
وشاهد بنفسه جسدها صاعدًا ولكن لا نعرف إلى أين
وعندما عاد القديس توما إلى أورشاليم حيث كان التلاميذ مجتمعين
سأل عن «أم النور» وعلم أنها تنيحت
فأخبرهم بقصة «صعودها» التى رآها بنفسه
و ذهب التلاميذ إلى القبر للاطمئنان على جسدها
فوجدوا القبر فارغًا ..
كان موت العذراء كالباب الذي عبرت من خلاله الى أبنها بالنفس ، والله أراد أن يرفعها اليه بالجسد أيضاً ، فتحدث الله لنا عن هذا الأنتقال على فم أنبيائه في العهد القديم قبل ولادتها . نتناول بعض الآيات التي تثبت لنا حقيقة أنتقال الجسدين المباركين ” يسوع والعذراء ” إلى السماء ، منها ( قم أيها الرب إلى موضع راحتك أنت وتابوت عزتك ) ” مز 8:131″ . لنسأل ونقول ، من هي تابوت عهد الرب وعزته ؟ إنها العذراء مريم ، فتابوت العهد المغلفة بالذهب لكي يحفظها من الفساد يرمز إلى العذراء مريم المليئة من النعم التي حفظتها من فساد الخطيئة لكي تكون أناءً نقياً يحمل جسد الرب يسوع كما حمل تابوت العهد لوحي الشريعة والمن والعصا ، والتي كانت ترمز إلى المسيح له المجد .
كما أن سفر نشيد الأناشيد يوصف لنا صعود العذراء إلى السماء بالجسد ، يقول (من هذه الطالعة من القفر كعمود بخور معطرة بالمر واللبان وكل عطور التاجرِ ؟ ) “6:3” . (من هذه الطالعة من القفر المستندة على حبيبها ) ” 5:8″ .
أما العهد الجديد كانت وصّية الرب يسوع لتلميذه يوحنا على الصليب ( هذه أمك ) فكانت بلا شك ومنذ تلك اللحظة مع يوحنا الى يوم رقادها . فهل كتب الرسول يوحنا شيئاً عن مصير جسد العذراء بعد الموت؟ ولماذا قبر العذراء خالي من الذخائر ، وهل كتب الرسول يوحنا شيئاً عن مصير جسد العذراء ؟ كما نعلم كان أسلوب يوحنا في الكتابة مخالفاً لأسلوب الأناجيل الأزائية فلم يكتب الأحداث كما هي ، بل عبر عنها بأسلوب مغاير وحسب الرؤى التي كان يراها ، فكتب عن العذراء بعد رقادها وانتقالها الى السماء بعد أن رآها في رؤية وهو في جزيرة بطمس فقال ( وأنفتح هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده في هيكله ، وحدث بروق وأصوات رعود وزلزلة وبرد عظيم ) ” رو 19:11″
هنا نجد تكرار ذكر تابوت العهد . وكما ذكرنا تابوت العهد القديم كان يرمز الى العذراء مريم ، لكن هنا لا يقصد يوحنا اللاهوتي تابوتاً مادياً بل العذراء التي حملت المسيح ، لان السماء عالم آخر وهو عالم الأرواح فلا يمكن أن تظهر الأشياء المادية ، بل كان جسد العذراء الممجد .
بما أن الله الذي حفظ جسد العذراء على الأرض في البتولية وكمال القداسة ، فكان يجب تكريم ذلك الجسد لأن لا ينال منه الفساد وأن لا يبقى على هذه الأرض بل ينقل إلى جوار أبنها في السماء .