رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ رأى يثرون موسى يتحمل كل المسئولية بمفرده، يقضي في كل كبيرة وصغيرة، من الصباح حتى المساء، أشار عليه أن يقيم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خمسين ورؤساء عشرات، أناس ذوي قدرة، خائفين الله، أمناء، مبغضين الرشوة، يقضون بين الشعب كل حين، أما الدعاوي الكبيرة فتقدم إليه، وأطاع موسى حماه. يرى الآباء في موقف موسى البطولة الحقة من جهة اتضاعه، إذ يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يقول الله عن موسى: "وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). لم يكن من هو أكثر منه اتضاعًا، هذا الذي مع كونه قائدًا لشعب عظيم كهذا، وقد أغرق ملك المصريين (فرعون) وكل جنوده في البحر الأحمر كالذباب، وصنع عجائب عظيمة هكذا في مصر وفي البحر الأحمر وفي البرية، وتسلم شريعة عظيمة هكذا، ومع ذلك كان يشعر أنه إنسان عادي، وكزوج ابنة كان أكثر اتضاعًا من حميه؛ أخذ منه مشورة دون غضب. لم يقل له: ما هذا؟ هل تأتي إليَّ بمشورتك بعد أن قمتُ أنا بكل هذه الإنجازات الضخمة؟ هذه مشاعر أكثر الناس، فقد يقدم إنسان مشورة حسنة لكنها تُحتقر بسبب خسّة مركزه، أما موسى فلم يفعل ذلك، وإنما في اتضاع فكره تصرف حسنًا. |
|