تمتع الشعب بمياه الصخرة بعد عبورهم البحر الأحمر وقتل فرعون وأعوانه، وشربهم من مياه مارة وينابيع إيليم وتمتعهم بنخيلها... هكذا لن يتعرف أحد على سرّ المسيح ويرتوي بينابيع الروح القدس إلاَّ بعدما يعبر في مياه المعمودية، جاحدًا إبليس وكل أعماله الشريرة، متمتعًا بالناموس الذي صار حلوًا خلال الصليب، أي ليس خلال حرفه القاتل بل في روحه، ومؤمنًا بعمل التلاميذ (الاثني عشر ينبوعًا) والرسل (السبعين نخلة)...
وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [من يترك المصريين (رمزيًا محبة العالم) خلفه كغرقى في المياه، ويذوق العذوبة خلال الخشبة، وينعم بعيون المياه الرسولية ويستظل بالنخيل يقدر أن يتقبل الله، لأن الصخرة هنا - كما يقول الرسول - هي المسيح، هذا الذي هو صلد لا يلين بالنسبة لغير المؤمنين، أما بالنسبة للذي يستخدم عصا الإيمان فيصير له ينبوعًا يروي عطشه، ويفيض فيمن يتقبلونه، إذ قال: "إليه نأتي أنا وأبي وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23)].