أن القديس غريغوريوس الكبير يخبر في كتابه الثالث من أدبياته عن الوحش المسمى ليونكورنوس أو الأسد المقرن بأنه بهذا المقدار هو شرسٌ كاسرٌ، مفترسٌ قويٌّ، حتى أنه لمن المستحيل أن يقدر أحد الصيادين أن يقتنصه. ولكن التجربة قد علمت الصيادين بالأمتحان طريقةً سهلةً لمسك هذا الوحش من دون خطرٍ أو تعبٍ، وهي أنهم يرسلون اليه شابةً بتولاً التي عندما تراه وتصرخ به، فهو حالما يسمع صوتها يدنو منها طائعاً ويسلم ذاته هادياً بين يديها لأن تربطه وتسوقه معها: فكم وكم من الخطأة الأشد شراسةً من الحيوانات البرية والوحوش الضارية في المآثم يهربون من وجه الله، ولكن عند سماعهم عذوبة صوت هذه البكر الكلية الطهارة يبادرون الى حمايتها ويسلمون ذواتهم بين يديها مرتضين بأن الله يربطهم برباطات حبه المقدس.*