منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 09 - 2012, 10:23 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,269

طريق السعادة

«الحجر قد يحول الحياة إلى دمار، وقد يمنحها اكتشافاً مهماً مثل النار، فأنا مثلا لست حجراً سحرياً، أو حجراً كريماً، ولكنى حجر عادى.. تأملت وتعلمت مما فعله بى البشر»


طريق السعادة
طريق السعادة


ليست كل الأشجار مثمرة وليست كل الأحجار مؤذية، هناك حجر يهدم وآخر يبنى، حجر يغلق فى وجهك الأبواب ويصيبك بالتعاسة وآخر يفتح لك طريقاً يمنحك السعادة.
الحجر قد يحول الحياة إلى دمار، وقد يمنحها اكتشافاً مهماً مثل النار، فأنا مثلا لست حجراً سحرياً، أو حجراً كريماً، ولكنى حجر عادى.. تأملت وتعلمت مما فعله بى البشر.
رأيت قلوب البشر وعقولهم التى ميزهم بها الخالق عن جميع مخلوقاته، رأيتها تتحول إلى حجر مثلى.. حجر لا يشعر ولا يحس بالآخر.. عشت فى قرية صغيرة منحها الله الخير الوفير والطبيعة الغنية التى لم يحسن سكان القرية استغلالها، الأرض الخصبة التى يهملون فى العناية بها لكسلهم، والماء الذى أسرفوا فى استخدامه.
حاكم القرية كان رجلاً عادلاً حكيماً، يهتم بأمر الجميع وبمشاكلهم، وكانت أهم المشاكل وأخطرها مشكلة نقص الماء، اقترح حاكم القرية أن يتم تقسيم رى الحقول بين كل الفلاحين، وخصص وقتاً لكل حقل يرويه فيه صاحبه، ولكن لأنانية الجميع لم يلتزم أحد بالوقت المخصص له، فجف الزرع، وقلت المحاصيل، وعاشت القرية فى فقر شديد. فكر الحاكم كيف يجعل سكان قريته متعاونين، يحرص كل منهم على مصلحة الآخر، ويفكر فيه كما يفكر فى نفسه.
وأخيراً اهتدى لفكرة تعلمهم درساً، وكنت أنا بطل القصة، ولكن هل يتعلم البشر من الحجر؟
أعلن الحاكم عن جائزة ثمينة لأول شخص يصل إلى منزله فى صباح الغد، وكانت نقطة البداية هى الساقية. استعد الجميع، ولم تنم القرية فى تلك الليلة، الكل كان يحلم بامتلاك الجائزة، ولم يستطع أحد توقع ماذا ستكون. وقبل أن تشرق الشمس وقفت أنا فى وسط الطريق المؤدى إلى منزل الحاكم، ومن بعيد رأيت بائع اللبن يقود دراجته مسرعاً وهو يغنى، كان متأكدا أنه أول من سيصل إلى منزل الحاكم، فقد اعتاد أن يستيقظ مبكرا ليبيع اللبن، ومن شدة سرعته واندفاعه اصطدمت الدراجة بى، ووقع بائع اللبن والجرة، وسال اللبن على الأرض بجانبى.. نهض بائع اللبن بسرعة وركب دراجته وقال غاضباً: «لأبحث عن طريق آخر لا يوجد فيه هذا الحجر اللعين، رغم أن هذا الطريق هو أقصر الطرق إلى منزل الحاكم».
سمعت صوت نهيق أعرفه جيداً، إنه حمار النجار الذى يحمله ويحمل معه حقيبة أدواته، كان النجار يضرب الحمار المسكين بعصا ليسرع فى السير، تزحلق الحمار فى بحيرة اللبن المسكوب فاصطدم بى ووقع النجار وجرحت قدمه وصرخ من الألم وتناثرت أدواته؛ المنشار وقطع الخشب والمسامير.. وبغضب شديد نظر إلىّ وقال: «أنت السبب أيها الحجر.. لماذا تقف فى وسط الطريق؟ وكيف لم يضعك أحد على جانبى الطريق؟!»، نهق الحمار ثانية، ولكن هذه المرة كانت لترحيبه ببقرة الفلاح التى رآها تقترب منه يقودها الفلاح وهو يسير مسرعا، وبالطبع لم يحاول أن يرفعنى فاصطدم بى وشعر بألم شديد جعله يقع على الأرض.. فقد دخل فى قدمه مسمار وقع من حقيبة النجار، وجلس الفلاح بجانب النجار وكل منهما ينظر إلى الآخر فى غضب ويتهمه لماذا لم يرفع الحجر؟ وفجأة امتلأ الطريق بقطيع من الخراف والماعز يقودها راعى غنم صغير أول مرة أراه، كان غريباً عن القرية، وما إن رأى الفلاح يتألم حتى بحث فى أدوات النجار المتناثرة وأمسك بالكماشة وانتزع بسرعة من قدمه المسمار، وقف الفلاح وأخذ بقرته وقال للنجار: «سأصل قبلك وأحصل على الجائزة». أما الفلاح فقد ساعده الراعى أن ينهض ويركب حماره ليتجه إلى منزل الحاكم. نظر الراعى الصغير إلىّ وقال: «هذا الحجر الذى يقف فى وسط الطريق هو سبب وقوع النجار والفلاح»، سمعت كلام الراعى وشعرت لأول مرة أننى أمام إنسان يشعر ويحس، وقال: «سأضع الحجر هنا حتى لا يصطدم به طفل صغير أو رجل عجوز»، ثم اقترب منى وحملنى وكانت المفاجأة التى أدهشته لكنها لم تدهشنى! فقد كنت أرقد فوق كيس من العملات الذهبية وضعنى الحاكم فوقها، ومن سيفكر فى الآخرين ويحملنى حتى لا أعوق سيره وسير الآخرين سيجد مكافأته، ولكن للأسف لم يحملنى أحد من أهل القرية، الكل أراد فقط أن يحمل الجائزة. وقف الحاكم أمام منزله وجاء بائع اللبن والنجار والفلاح وباقى سكان القرية، لم يشعر أحد براعى الغنم الصغير الذى اقترب من الحاكم وقال وهو يعطيه كيس النقود: «سيدى الحاكم، وجدت هذا الكيس تحت حجر كان فى وسط الطريق»، اندهش الجميع وقالوا فى صوت واحد: «الحجر؟!»، قال الحاكم: «نعم، الحجر الذى وضعته فى وسط الطريق إلى منزلى، ولم يفكر أحد منكم أن يضعه على جانبى الطريق، مع أنه تسبب فى العديد من المشاكل، لكن للأسف كل منكم يفكر فى نفسه فقط، وحده راعى الغنم الغريب هو الذى حمله فاستحق أن تكون جائزتى من نصيبه، مر من الطريق الذى هربتم كلكم منه ورفع الحجر الذى مررتم من جانبه، فاستحق الجائزة التى منحها له الحجر والتى ستفتح له طريقاً من السعادة».


الوطن
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طريق البر هو طريق السعادة فتمسك به
فان هذا هو طريق السعادة
طريق السعادة
طريق السعادة مع يسوع
طريق السعادة


الساعة الآن 04:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024