مخلصنا يسوع المسيح الذي هو إلهنا لم يرتب في أن يسمي أصدقاه وأحباه أولئك الذين هم في حال النعمة قائلاً لتلاميذه: لا أسميكم الآن عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يصنع سيده بل سميتكم أحبائي: (يوحنا ص15ع14) فلتكن ملعونةً الخطيئة لأنها تلاشي رباط هذا الحب والصداقة مع الله، كما يقول أشعيا النبي (ص59ع2): أن أثامكم فرقت فيما بينكم وبين إلهكم: بل أن الخطيئة تجعل النفس مبغوضةً من الله كقوله عز وجل: أن المنافق ونفاقه هما مبغوضان على حدٍ سواء عند الله: (سفر الحكمة ص14ع9) وهكذا من حال الصداقة لله تنتقل النفس الى حال العداوة له تعالى. فماذا ينبغي اذاً أن يفعله الخاطئ الذي لتعاسته يحصل في وقتٍ ما عدواً لله، أنه يلزمه أن يجد له وسيطاً يمكنه أن يستمد له من المراحم الإلهية الغفران، ويجعله أن يكتسب من جديد صداقة الله ومحبته التي خسرها. فهنا القديس برنردوس يهتف قائلاً نحو الخاطئ الذي هذه الصفة صفته هكذا: أفرح متعزياً أيها المسكين الذي خسرت الله، لأن سيدك هذا نفسه قد أعطاك الوسيط وهو أبنه يسوع المسيح الذي يستمد لك منه كل شيءٍ تريده.*