لا يحدث أمرًا إلا وقد سمحت به عناية الله. وطالما نؤمن بحكمته وصلاحه. فما بالنا لا نتركه يتصرف فينا كيف شاءت مسرته، لكن إذا تركنا الإيمان وبعدنا عن كلام الله وأسندنا مصائبنا إلى علل طبيعية جدًا، خسرنا عزاء الإيمان حين نبتدئ نقول لو عملنا كذا وكذا لما حصل كذا. فهذه كلها تعللات باطلة لا أساس لها سوى الظن الباطل وحكمة الإنسان الواهية، وليس وراءها سوى زيادة الألم والإفراط في الحزن. ولنا في صلاتنا "لتكن مشيئتك" خير معز ودليل قوى على الخضوع لأحكام الله في كل ما يجريه معنا كل يوم، ونحن نعلم أن مشيئته مقدسة وعادلة. إن الصحة والقوة والثروة والأحباء والأطفال وكل خير نملكه ما هو ألا هبات من الله تعالى، له أن يستردها أو يبقيها بحسب إرادته، ويزيدها أو ينقصها كما يوافق صلاحه. وكثيرا ما يرى أن كفة خيرات الدنيا رجحت على كفة خير نفوسنا وأننا علقنا قلوبنا على أمور زائلة. فيخطف منا بعض تلك الهبات حتى نلتصق به وحده وتعود نفوسنا لاجئة إليه، وفي حماه نجد كل الأمن والعزاء.