لقد طلب الرب من موسى أن يذهب إلى فرعون في الصباح [15]، لأن حربنا مع عدو الخير تبدأ مع صباح حياتنا الروحية وبدء انطلاقها. كما طلب منه أن يلتقي به على حافة النهر، يخرج إليه عند المياه [15]. وكأن ذلك إعلان للمؤمن أن يلتقي مع صاحب الفلسفات بذات فلسفاتهم، فلا تخاف الكنيسة من دراسة العلوم الفلسفية، واشترط أن يأخذ العصا التي تحولت إلى حيَّة في يده، فلا إمكانية للغلبة على الشر بدون الصليب واهب النصرة.
أما النتيجة فهي: "يكون دم في كل أرض مصر في الأخشاب وفي الأحجار" [19]، فإن كان الأرض قد صار "أرض مصر" أي محبًا للعالم، فإن الدم يُدخل إليه ليقدسه، والخشب الذي فيه بلا حياة يجري فيه الدم ليصير أشجارًا حيَّة مثمرة، والحجارة الجامدة تتحول إلى "أولاد لإبراهيم"، كقول السيِّد المسيح نفسه "إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ"!