أ. إذ طلب موسى وهرون من فرعون أن يطلق الشعب ليتعبد له على مسيرة ثلاثة أيام، أي خلال قوة قيامة الرب، هاج فرعون قائلًا: "من هو الرب حتى أسمع له...؟! لا أعرف الرب" [2]. أليس هذا هو ذات الروح الذي نطق به المجمع حين دعى الرسولين بطرس ويوحنا "وأوصوهما أن لا ينطقا البتة ولا يعلِّما باسم يسوع" (أع 4: 8). وكما كتب الفيلسوف أثيناغوراس إلى الإمبراطورين مرقس أوريليوس أنطونيوس وكرمودوس أن الاتهام الحقيقي ضد المسيحيين هو "الاسم"، إنهم يحملون اسم السيِّد المسيح عليهم، الأمر الذي لا يطيقه العالم.
ب. سبق فرأينا أن حديث فرعون هذا "لا أعرف الرب" يكشف عن ظُلمة الجهل التي يعيش فيه عدو الخير...
ج. يرى العلامة أوريجانوس في شكوى فرعون أن موسى وهرون يبطلان الشعب [4]. هي شكوى عدو الخير في كل جيل، إذ يرى الكثيرون أن تكريس الشباب حياتهم للعبادة والخدمة هو مضيعة للطاقة البشرية. ففرعون إنسان مادي لا يعرف إلاَّ اللبن والطين، يود أن يغمس حياة الكل فيها، أما مَن تحرر فكره إلى الروحيات فهو إنسان يبطل وقته!