بولس بدأ ما يمكن أن نسميه رحلة راعوية : فمرّ بطرسوس مسقط رأسه، ومنها إلى لسترة موطن تيموثيئوس، ثم اجتاز بالتتابع في كورة غلاطية وفريجيا، وانتهى به المطاف إلى مدينة أفسس التي دخلها لأول مرة ليقتنصها لفاديه الحبيب. لقد كانت مدينة عظمى، وهي والكنائس الست التي ذكرها يوحنا الحبيب كانت تؤلف وحدة مركزية. وحين دخلها رسول الأمم كانت من أقوى معاقل الوثنية، ترتكز شهرتها على المعبد الضخم المقام لعبادة أرطاميس (أو ديانا). فكانت لذلك مركزًا للسحر والشعوذة مما جعل بولس يشير إليها بقوله: "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس 6: 12).