يحقق الانجيل العهد القديم ويُكمِّله، لا بل إن ظهور يسوع يُنير مراحل العهد القديم. ليس يسوع مؤسس لديانة جديدة، بل هو كلمة الله النهائية، وهو الذي يكشف في النهاية عن إرادة الله الآب التي هي ليست "شريعة" بقدر ما هي مطلب حب. فإذا كان الانسان محبوبا، شعر بمطلب باطني للتشبُّه بالذي يحبّه. ويعُلق أحد المفسّرين على شريعة يسوع بقوله " في صُلب كل عمل نيّة دينية، وفي صلب كل عمل ديني محبة، وفي صلب كل فعل محبة كائن مطلق"؛ فبشريعته يدعونا يسوع نحن أحباء الله الآب، ان نعيش تحت نظر الله والدخول في علاقة الابن مع الآب، ونعلن أولوية حُبّ الله الخلاصيّ ويأتي بعدها ما يتعلّق بالالتزام الأخلاقيّ والدينيّ، وان ننظر الى الآخر نظرة الآب نفسه، وأن نحبَّه بالاحترام نفسه والرغبة نفسها فنكون "كامِلين، كما أَنَّ أَبانا السَّماويَّ كامِل" (متى 5: 48).