الهذيذ بمخافة الله يحفظ النفس من القتالات، وحديث أهل العالم والاختلاط بهم يُظلم النفس. محبة القنية تُزعج الفكر، والزهد فيها يمنحه معونةً. صون الإنسان لنفسه هو في أن يُقِرّ بأفكاره، ومَنْ يكتمها يثيرها عليه، والذي يُقِرّ بها يطردها عنه. مثل بيتٍ لا باب له ولا أقفال يدخل إليه كل مَنْ يقصده هكذا السائب اللسان. مثل الصدأ الذي يأكل الحديد، هكذا تكريم الناس يُفسِد القلب إذا مال إليه. وكما يلتفّ اللبلاب على الكرم فيُفسِد ثمرته هكذا المجد الباطل يُفسِد ثمرة الراهب عندما يلتفّ عليه، وكما يفعل الدود في الخشب هكذا تفعل الرذيلة في النفس.