والبعد الروحي لمثل الابنين هو ان كل الناس يمرُّون بمثل ما مرّ به هذان الابنان من طاعة ثم رفض، او من رفض ثم طاعة. لكن الطاعة من بعد الرفض هي طريق النجاة، والرفض من بعد الطاعة هو طريق الهلاك. إنه لمن الخطر ان نتظاهر بطاعة الله، بينما قلوبنا بعيدة عنه، لان الله يعرف نيَّات قلوبنا، لذا ينبغي ان تطابق اعمالنا مع أقوالنا ونيّاتنا. فلا يمكن القول إننا نؤمن بالله ثم بعد ذلك نحيا كما نشاء كما كان يوحنا المعمدان يحذر الجموع " فأَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم، ولا تُعَلِّلوا النَّفْسَ قاِئلين: إِنَّ أَبانا هوَ إِبراهيم"(لوقا 3: 8)، وكذلك لا يمكن ان نحيا حياة سليمة أخلاقيا وادبيا بدون التوبة والرجوع الى الله.