في أيام حزقيا ملك يهوذا، كان الشعب قد وقع فريسة لعادات وثنية كثيرة. ومن هذه العادات تقديس الآثار الدينية. وكانت الحية النحاسية ما زالت موجودة حتى ذلك الوقت، فأخذ الشعب يقدمون لها البخور. وهكذا صارت الحية النحاسية وثناً يتعبد له الشعب. ففي اللحظات التي لا يحس فيها الشعب بحضور الله بينهم، يبحث له عن أية رموز بديلة، مهما كانت مقدسة، فيتقرب لها بالعبادة والتبجيل، ناسياً أن الله روح، والسجود له ينبغي أن يكون بالروح والحق (يو4: 24). وهكذا تحول القصد تماماً من عمل الحية النحاسية؛ فبدلاً من أن كانت رمزا للشفاء والحياة، صارت سبباً للخطية والموت.
اضطر الملك حزقيا – وقد كان ملكا باراً – إلى اتخاذ قرار عنيف ليوقف به هذه العبادة الوثنية: فقد «أزال المرتفعات، وكسر التماثيل، وقطع السواري، وسحق حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نحشتان (أي من نحاس)» (2مل18: 4).