إن الحية النحاسية لم تكن من بنات أفكار موسى النبي، لكنها كانت أمراً مباشراً من الله لموسى النبي (عدد21: 8). لذلك علينا أن نبحث عن معنى الحية النحاسية في الكتاب المقدس وليس في الأساطير الوثنية.
حيث إن الله حذر الشعب قديماً من الالتفات إلى السحر أو التعاويذ أو ما شابه ذلك، فبالتأكيد لم يكن قصد الله عل الإطلاق أن يفهم الشعب أن الحية النحاسية في حد ذاتها لها القدرة على الشفاء من سم الأفاعي القاتلة. ومجرد النظر إلى الحية النحاسية المعلقة عل الراية ليس له معنى سوى أن الله أمرهم أن ينظروا للحية. فالإيمان بكلام الله هو المقصود هنا، وليس الحية في حد ذاتها. كل ما كان يحتاجه الشعب هو الثقة في الله. فالإيمان كان الحل الوحيد لمعاناتهم وتمردهم وعصيانهم. كما أن الإيمان أيضا هو الذي أعطى الله الإمكانية للدخول في حياتهم ومنحهم الشفاء.