"لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ الشَّريعَةَ أَوِ الأَنْبِياء ما جِئْتُ لأُبْطِل، بَل لأُكْمِل" (متى 5: 17). والحال أنّ الشريعة، في ملكوت الله، لا ينبغي أن تُلغى، بل أن تُتمَّم حتى آخر ياء أو نقطة (متى 5: 17-19)، ويسوع نفسه حفظها كما جاء في قوله للأبرص "إِيَّاكَ أَن تُخبِرَ أَحداً بِالأَمْر، بلِ اذْهَبْ إِلى الكاهِنِ فَأَرِهِ نَفسَكَ، ثُمَّ قَرِّبْ ما أَمَرَ بِه موسى مِن قُرْبان، شَهادَةً لَدَيهِم" (متى8: 4). ولذلك ما دام الكتبة أمناء على تعاليم موسى، ينبغي الاعتراف بسلطتهم وإن كان لا ينبغي الاقتداء بسيرتهم " إِنَّ الكَتَبَةَ والفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون:" (متى 23: 2-3). وقد أكمل السيّد المسيح الناموس بخضوعه لوصايا دون أن يكسر وصيّة واحدة. ألم يقل ليوحنا المعمدان: " يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ"(متى 3: 15). وألم يقل لليهود: " مَن مِنكم يُثبِتُ عَليَّ خَطيئة؟" (يوحنا 8: 46).