رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقد قيل: مَن طلَّقَ امرأَتَه، فلْيُعْطِها كِتابَ طَلاق. تشير عبارة "كِتابَ طَلاق" الى شهادة بطهارة الزوجة المطلقة حتى لا تُرجم (عدد 5: 31)، وبهذه الشهادة يُمكنها أن تتزوَّج رجلًا أخر. ولذلك يكون كتاب الطلاق وسيلة لتهدئة مشاعر الزوج ورجوعه عن الطلاق، إذ يشعر الرجل حين يكتب هذا الكتاب إن امرأته ستصير لآخر فيرجع عن نيته بطلاقها. وكتاب الطلاق عبارة عن خلاصة الوصايا المدوّنة في سفر تثنية الاشتراع "إذا اتَخَذَ رَجُلٌ اَمرَأَةً وتَزَوَّجَها، ثُمَّ لم تَنَلْ حُظْوَةً في عَينَيه، لأَمرٍ غَيرِ لائِق وجَدَه فيها، فلْيَكتبْ لَها كِتابَ طَلاقٍ وُيسَلِّمْها إِيّاه ولَصرِفْها مِن بَيته " (تثنية اشتراع 24: 1). امر موسى بكتاب طلاق لمنع الطلاق على الفور ودفعا للشر الأعظم " مِن أَجْلِ قَساوَةِ قُلوبِكم كَتَبَ لَكُم هذهِ الوَصِيَّة (مرقس 10: 5). ان الشريعة الموسوية تكيّفت مع طبيعة الانسان الفاسدة. وبما ان يسوع جاء يعالج هذه الطبيعة الشريرة رفض هذا التكيُّيف واستعاد المستوى الأصلي فحرّم الرب الطلاق بتاتاً. لان الطلاق امر ضار ومُدمِّر الآن كما كان في أيام يسوع المسيح، فقد قصد الله ان يكون الزواج التزاما يستمر طيلة العمر "يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا"(التكوين 2: 24). وفي الواقع كان الطلاق مكروهًا لدى اليهود كما يقول ملاخي النبي "لا تَغدُرْ بِامرَأَةِ صِباك لِأَنَّه إِذا طَلَّقَ أَحَدٌ عن بُغْض، قالَ الربُّ إِلهُ إِسْرائيل. غَطَّى لِباسَه عُنفاً " (ملاخي 2: 15-16). ومن أمثال الربيين "يفيض المذبح دموعًا عندما يطلق إنسان امرأة شبابه ". وفي الحديث الشريف يقول " إِنَّ أبغضَ الحَلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ" (رواه ابن عدي، في الكامل في الضعفاء، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5/521). |
|