كانت هناك خطية أخرى لمريم اخت موسى: كانت ساخطة. ساخطة على الله الذي منح موسى ما لم يمنحها إياه، وسخطت على الناس الذين كانوا يتبعون موسى كقائد عظيم لهم، وسخطت على نفسها لأنها لم تستطع أن تحتل المكانة الممتازة التي وصل إليها موسى. إن الحاسد يفضح نفسه. إنه مسكين وتعس.
إنّ وجهه ينفر منه كل الناس. وكان الحسد والسخط قد ملأ عيني مريم، فلم تستطع أن تبصر فضائل الشخص الذي تحسده، ولا الامتيازات التي منحها الله لها، فانتقدت موسى انتقاداً شديداً على مسألة شخصية محضة، ونسيت أن تشكر الله على ما أعطاه لها.