القديس موسى
ماذا تعني القلاية بالنسبة له؟:
لم يكتفِ القديس بالبحث عن مكان هادئ إذ حفر له مغارة في الصخرة، ولكنه أحب سكنى القلاية، رغم صعوبة ذلك عليه وهو الذي اعتاد الحياة الطلقة في الجبال والوهاد.. وأتعجب جدًا من نصيحته لأحد الرهبان الذي ذهب إليه يطلب كلمة منفعة، إذ قال له: [امضِ واجلس في قلايتك والقلاية سوف تعلمك كل شيء..] ولقد درّب الآباء أنفسهم كثيرًا حتى تصبح القلاية بالنسبة للراهب مثل الأم الحنون والمعمل الروحي، وتصبح مع الوقت رغم ضيقها أوسع من الفضاء الخارجي فيحس بالراحة والانطلاق داخلها وليس خارجها.. كما تدرب الآباء على عدم الانسياق للفكر الذي يُملي عليهم الخروج أو الدخول، فإذا ألحّ عليه فكره بالخروج آثر البقاء والعكس صحيح.. ولولا ذلك لأصبح كريشة أو قصبة تحركها الريح.