أن كثرة خطايانا لا ينبغي أن تضعف رجانا في أن تستجيب مريم طلباتنا حينما نلتجئ لدى قدميها. فهي أم الرحمة، والحال أن الرحمة لا يعود لها مكانٌ عندما لا يوجد معوزون يفتقرون اليها. ومن ثم كما أن الأم الصالحة لا تأنف مستكرهةً من أن تضع دواءً شافياً لأبنها المبتلي بداء الجرب، ولئن كانت مداواته صعبةً محركةً الى الأستكراه والنفور، فهكذا أمنا هذه الحنونة لا تعرف أن تهملنا حينما نستغيث بها، ولئن كانت وافرةً هي نتانة خطايانا التي تشفينا هي منها.