القديس توما المعلم الملائكي يبين أنه على نوعين يمكننا أن نضع رجانا في شخصٍ ما، وهما بحسب كونه علةً أصليةً وبحسبما هو علة الواسطة، فأولئك الذين يرجون من الملك نعمةً ما فيرجونها منه بحسبما هو سيدٌ مطلقٌ، ثم يرجونها من أحد وزرائه أو من أحد المحبوبين لديه، بحسبما هو شفيعٌ ووسيطٌ عند الملك في نواله إياها لهم، فاذا منحت تلك النعمة، فتكون منحت من الملك بحسبما هو علةٌ أصليةٌ، ولكنها إنما تتصل الى المنعم عليهم بها بواسطة الشخص المقبول لديه، ومن ثم ليس من دون حجةٍ، ذلك الذي يطلب النعمة يسمي الرجل المتوسط والمتشفع في نوالها رجاءه. فالملك السماوي الذي هو الجودة المحضة الغير المتناهية، يرغب جداً أن يغنينا بخيرية صلاحه وبأنعامه، ولكن من حيث أنه من قبلنا أمرٌ ضروري لذلك هو أن يوجد فينا الرجاء وحسن الإتكال، فلكي يمني عز وجل فينا هذا الأمل والثقة، قد أعطانا والدته عينها أماً وشفيعةً ووسيطةً، مانحاً إياها كل الأستطاعة في أن تسعفنا وتعيننا*