فيخبر الأب برنردينوس البوسطي أن البعض من مربي الطيور المناغية كان علم طيراً صغيراً هذه الكلمات وهي: السلام لكِ يا مريم: ليناغي بها. فيوماً ما أنقض الطير الخطاف وهو الباشق على ذاك الطير الصغير ليخطفه ممزقاً، الا أنه حالما الطير صرخ السلام لكِ يا مريم: فالباشق سقط في الأرض مائتاً، فبهذا الحادث أراد الباري تعالى أن ينبهنا، على أنه أن كان طيرٌ عديم التعقل قد خلص من الموت، لتلفظه بأسم مريم، فكم بأولى حجةٍ ينجو من التجارب ومن وثبات الشياطين. ذاك الذي يهتم في أن يعود ذاته على الألتجاء الى هذه السيدة مستغيثاً بها.