![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تعذيبها وشهادتها حين أبصر الوالي هذه الفتاة صاحبة الجمال الفتان، قام بتوجيه اللوم إلى والدها على معاملته لها، وأخذ يلاطفها على أمل أن يردها عن إيمانها، ولكنها كانت ثابتة على هذا الإيمان، مما دفع الوالي إلى تعذيبها، وأمر الجنود بتمزيق جسدها بحدائد مسننة، حتى إن الحاضرين أخذتهم الشفقة وذرفوا الدموع على صباها ونضارتها، وصار الوالي يتمادى في تعذيبها ووضعها في السجن[11]. وأثناء تعذيبها أمام الحاضرين كانت تقف فتاة وثنية تدعى “يوليانة” رأت ما أنزلوه بها من عذاب وثباتها وشجاعتها على تحمل هذه الآلام، فآمنت بالمسيح والديانة المسيحية، وأخذت تصرخ بأنها مسيحية فأمر الوالي بتعذيبهما معاً، وأمر بخلع ملابسها تماماً وأن يطوفوا بها هكذا في الشوارع والأسواق، فاضطربت البتول أمام هذا الفكر، وتضرعت إلى الله أن لا يسمح بهذا العار، وما كادت تنتهي من صلاتها حتى شاهد الجميع جروحها قد شفيت تماماً، وانبعث من وجهها نور وضياء بهر العيون[12]. عندما رأى الوالي ذلك أمر بأن تقطع رأسها، فتقدم الأب إلى الوالي وطلب منه أن يسمح له أن يقطع رأسها بيده، وسمح له الوالي فأخذ ديسقورس ابنته وصديقتها يوليانة وصار بهما كالمجنون خارج المدينة حتى وصل إلى رأس الجبل، واستل سيفه وقام بقطع رأس القديسة يوليانة حتى تخاف ابنته وترتد عما هي فيه، ثم توجه إليها فجثت القديسة بربارة أمامه ويداها مضمومتان إلى صدرها كعلامة الصليب، وأحنت رأسها فضربها بقسوة ضربة واحدة وقطع رأسها. وقد انتقم الله من ذلك الأب القاسي، فحينما كان راجعاً إلى بيته بثياب مصبوغة بدم ابنته، رعدت السماء بغتة وانقضت عليه صاعقة فمات[13]. أما الوالي فلم يعش إلا أياماً قليلة ولحق بديسقورس، وكان ذلك عام 237 ميلادية[14] تقريباً في عهد الإمبراطور الروماني (ماكسيمينوس2)[15]. أما عن جسدي القديستين فقد جاء أحد المؤمنين وأخذهما ودفنهما في جزيرة غلاليا، ثم نقلت رفاتهما المقدسة بعد ذلك إلى مصر ووضعت في الكنيسة التي تحمل اسم القديسة بربارة في مصر القديمة |
![]() |
|