رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس موسى عاد إلى قلايته، وظلّ مواظبًا على التناول والعمل بنصائح أبيه الروحي، وبعد شهرين سأله أبوه عن حاله فعلم منه أنه لمدة شهرين لم يقاسِ من الحروب، وحُسِب أهلًا أن يأخذ سلطانًا على الشياطين حتى إنّ الذباب صار أكثر إزعاجًا له منهم“. سأل إخوة شيخًا: ”لماذا رغم أنّ الآباء يحثوننا دائمًا على الجهاد لأجل الفضائل والصراع ضد الأوجاع والشياطين، فإنّ أنبا إيسيذورس نصح أنبا موسى الأسود قائلًا: ’كُفّ عن الصراع مع الشياطين لأنه توجد حدود للشجاعة حتى في الجهاد النسكي‘“؟ فأجاب الشيخ: ”لأن موسى كان في البداية يجهل أصول الحياة النسكية، ولأن صحته الجسدية كانت قوية فقد جاهد أكثر من اللازم وظنّ أنه كان يمكنه أن يسود ببطولته على الشياطين بأعماله الكثيرة وحدها وأنه يستطيع أن يبدِّدهم. لذلك لما رأى الشياطين فيه هذا الشعور ظلّت تهاجمه بقسوةٍ أكثر بحروبٍ متتاليةٍ في السرِّ والعلن“. ”ولكن أنبا إيسيذورس أراد أن يرشده إلى الصواب وأن يجعله يكتسب الاتضاع، فقال له: ’بدون قوة الروح القدس..‘ (القول المذكور أعلاه)، فتعلَّم موسى وصارت أفكاره متضعة، وتناول من الأسرار المقدسة، وهُزِمت الشياطين وقلّلت من حروبها ضده، ومنذ ذلك الوقت وجد راحةً وامتلأ معرفةً وسلامًا“. |
|