فهذه هي كلمات داود الأخيرة...
إذا تسلَّط على الناس بارٌ يتسلط بخوف الله....
أَ ليس هكذا بيتي عند الله؟
( 2صم 23: 1 - 5)
أين ذلك الملك البار على مدى الآلاف من السنين، حكم البشر فيها عددٌ ليس بقليل من الرجال والنساء؟ ولعل أفضل حاكمين شاهدتهما الأرض هما نوح الذي سلَّطه الرب مُجدَّدًا على الخليقة بعد الطوفان ( تك 1: 28 تك 9: 24 )، وداود الرجل الذي بحسب قلب الله. كلاهما قيل عنه إنه «بار»، لكن كليهما كان أبعد ما يكون عن البر المُطلق، فنوح جاء عليه يوم سكر وتعرَّى، وجلب بهذا التصرف المُخزي اللعنة على ذريته ( 2صم 23: 5 ، 25)، وداود تطاول على نعجة الرجل قريبه، فحكم عليه الرب بالقول: «لا يفارق السيف بيتك» (2صم11، 12).
فأين إذًا ذلك الملك صاحب البر المُطلق؟ إن داود في آخر أيامه تنبأ عمَّن هو أعظم منه فقال: «إذا تسلَّط على الناس بار، يتسلط بخوف الله»، ثم يستطرد بعد ذلك قائلاً: «ليس هكذا بيتي عند الله» (2صم23: 5 ـ ترجمة داربي)، فهو يعترف أنه لا هو، ولا بيته ينطبق عليهم ذلك الوصف ”الملك البار“.