رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تساءل هو نفسه القديس موسى الاسود من قبل أن يصبح مثلًا في النسك - في السنوات التي تلت ذلك- كيف سيمكنهم في الدير توفير حاجته من الطعام؟ (فقد كان طعامه ما يعادل خروفًا في اليوم) غير أن الآباء الحاذقين في التدبير الروحي، اتفقوا معًا على اختيار فرع شجرة كبير يزنون له مقداره طعامًا كل يوم، وكان الفرع بالطبع يخف وزنه تدريجيًا وببطء بسبب تبخر الماء منه، حتى أصبح وزنه خلال عدة أشهر خفيفًا جدًا بما يتناسب مع وجبة طعام الراهب. أمّا عن توفير حاجته من الماء، فإنه لمّا عزم على السكنى عند منطقة "بترا"(3) حسبما أشار عليه القديس مكاريوس - شعر بمشقة المسافة، وتساءل فيما بينه وبين نفسه كيف سيحصل على احتياجه من الماء في ذلك المكان الموحش، فسمع صوتًا يقول له: "ادخل ولا تهتم بشيء" فتشجع وأقام هناك. وفي ذات مرة زاره بعض الآباء وأراد أن يطبخ لهم قليل من العدس ولكن الماء الذي كان لديه فرغ، ولاحظ الآباء أنه يخرج ويدخل قلقًا، وإذا بسحابة قد غطت المكان وما لبث المطر أن انهمر فملأ أوعيته، لقد كان يصلي قائلًا: "لقد أتيت بي يا الله إلى هذا الموضع، وهوذا ليس لدي الماء اللازم لعبيدك" وهكذا كان الله يهتم به. |
|