تكمن تجربة الانسان الكبرى في خلق "إله" على قياسه ومزاجه يكون ند الله الاله الحقيقي والوحيد وهو إله المال حيث يصرف جلَّ وقته يفكر فيه، ويجعله في المقام الأول، ويهتم به أكثر من اهتمامه بخالق الأشياء ومُعطيها. وعندما يجد نفسه ممزقاً بين خدمة المال وخدمة الربّ يفقد الإنسان طُمأنينته.
فالعلاقة مع الله لا تصحّ الا بثقة كاملة به. أمَّا إذا اتخذ الانسان المال كإله الذي يعطيه الأمان والحياة، عندئذ يستعبد المال الانسان فلا يصبح المال في خدمة الانسان، بل الانسان في خدمة المال. اذ يستملك المال على أفكاره وعواطفه ومشاعره وإرادته، فلا يعيش الانسان الاّ لهدف واحد وهو المال. وفي هذا الصدد يقول يعقوب الرسول "أَلا تَعلَمونَ أَنَّ صداقَةَ العالَمِ عَداوةُ الله؟ فمَن أَرادَ أَن يَكونَ صَديقَ العالَم أَقامَ نَفْسَه عَدُوَّ الله" (يعقوب 4: 4).