الانبا باخوميوس هل إحصائيات رئيس المركزى حول تعداد الأقباط عن شبرا فقط أم مصر كلها؟
تصريحات اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن تعددا الأقباط في مصر بأنه يبلغ نحو 5 مليون و130 الف نسمة، وبأنهم الأعلى اجتماعيا والأكثر هجرة والأقل في الإنجاب يثير العديد من الجدل في المجتمع المصري خاصة مع اقتراب موعد التصويت على الدستور المصري الجديد والذي يدور جدل حوله بسبب انسحابات بعض الأعضاء من أعمال اللجنة التأسيسية وتكتل عدد من القوى المدنية لرفض الدستور إذا كان لا يعطي الشعب المصري حقوقه وحريته كاملة. القائمقام البطريركي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأنبا باخوميوس مطران البحيرة قال في تصريحات لـ«الدستور الأصلي» بلهجة فيها شئ من الاستنكار «هل هذا العدد يخص شبرا فقط أم مصر كلها؟، متسائلا أيضا: من أين آتى بهذه الاحصائيات والأرقام؟، مطالبا رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن يأتي باحصائية عن عدد المسيحيين في كل محافظة على حدا». الأنبا باخوميوس تساءل: هل هذا وقت مناسب للإعلان عن عدد المواطنين المصريين المسيحيين في مصر؟ وهل هذا يتفق مع سياسية الدولة التي تعاني من مشكلة الإنفجار السكاني؟ مضيفاً: «هو بذلك يدعو الأقباط لزيادة النسل»، وتساءل مستنكرا: أم أنه يبارك للأقباط على الهجرة بسبب الاضطهاد الذي يعانوه في مصر. القائمقام قال بشكل قاطع: لدينا أرقام غير ما أعلن، تقول أن العدد أكثر من ذلك كثيرا ولن نعلن عنها لأن الوقت ليس مناسب لذلك. اندهش الدكتور سعد الدين إبراهيم مؤسس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية من هذا التصريح وقال: «هو بيقول هذه الأرقام بناء على ايه؟ وإذا كان لديه احصائيات يعلنها ونناقشها لنتبين مدى صحتها»، وأكد إبراهيم في تصريحات لـ«الدستور الأصلي» أنه طبقا لتقديرات «ابن خلدون»، فعدد الأقباط لا يقل عن 10% من إجمالي سكان مصر وأن عددهم سيكون بين 8 إلى 8.5 مليون نسمة، وهم الأكثر هجرة لأنهم لا يحصلون على كل حقوقهم، والأكثر ثراء وتعليما ومساهمة في النشاط الإقتصادي. وطالب إبراهيم كل من الدولة والكنيسة باظهار الوثائق التي لديه عن عدد المسيحيين في مصر لتقوم المراكز البحثية ومؤسسات المجتمع المدني ببحثها للتاكد من صحة المعلومات مشيرا إلى ان نسبة الأقباط لم تقل عن 10% من عدد سكان مصر منذ أول احصاء لسكان مصر في القرن الت 19 عام 1887. منسق مجموعة مصريين ضد التمييز الديني الدكتور «منير مجاهد» قال: إنه لا يجب أن تجرى احصائيات على أساس طائفي ونفرق بين الناس وبعضها باحصائيات يكون لها أثر سلبي، مضيفا «لا أتصور أن يكون الأقباط دونا عن سكان مصر فقط من يقل عددهم، وهذه الرقم يقول أنها نسبة أقل من النسبة المعروفة، ولا توجد حكمة من إعلان ذلك إلا للتقليل من حقوق الأقباط». مجاهد أضاف أن الأقباط ليسوات كتلة واحدة وليس لهم رؤية سياسية واحدة فهم يتوزعون حسب الهموم والمصالح الطبقية وكذلك المسلمين، مطالبا بتفعيل المواطنة وأن يكون للمصريين نفس الحقوق والواجبات بغض النظر عن ديانتهم. شريف رمزى مؤسس حركة أقباط بلا قيود، قال إن التصريحات التى آدلى بها مؤخراً اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن تعداد الأقباط تُعد مُخالفة جسيمة لشخص مفترض أنه فى موقع المسئولية، مُشيراً إلى أن الإعلان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1985 أكد على ضرورة آلا تتطرق الإحصاءات الخاصة بالسكان إلى ديانة المواطن. رمزى طالب بعزل الجندى من وظيفته وإحالته لمُحاكمة عاجلة لإخلاله بمبدأ هام نصت عليه المواثيق الدولية التى لا يجب على أى دولة محترمة أن تتجاوزها، موضحا أن الاحصاءات التى تتم عن طريق الكنائس تثبت أن تعداد الأقباط يتراوح ما بين 15 إلى 18 مليون نسمة، فضلاً عن المنتمين للطوائف المسيحية الأخرى، وآشار إلى أن عدد الأقباط فى الولايات المُتحدة فقط يتجاوز 2.5 مليون نسمة بحسب احصائية لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية. إئتلاف أقباط مصر قال في بيان صدر عنه اليوم الأربعاء، إن تعداد التعبئة والاحصاء يخص أقباط الخارج فقط وليس الداخل، وبمراجعة الهجرة بكافة أشكالها الشرعية وغير الشرعية لدول العالم، سنجد أن تعداد المسيحين المصريين خارج القطر المصرى يتراوح من 4 الى 5 مليون نسمة منذ بداية هجرتهم سنة 1960، وتتركز كثافتهم ما بين الولايات المتحدة الامريكية واستراليا وأوروبا.