براءة العفيفة
“ليستجب لك الرب في يوم الضيق ” ( مز 1:20 ) .
فنبه الرب دانيال النبي ، وكان شاب صغير السن ، فصرخ بصوت عظيم : ” أنا برئ من دم هذه “( تتمة دانيال 46:13 ) فالتفت إليه الجمهور متعجباً، وسألوه عن معنى كلامه. فوقف وسطهم وقال : أهكذا أنتم أغبياء يا بني إسرائيل ، حتى تقضوا على بنت إسرائيل أن تفحصوا وتتحققوا الأمر ( تتمة دانيال 48:13 ) . إن القاضيان شهدا عليها بالزور فتهكم الشيخان عليه لصغر سنه ، ولكن الله أعطى لدانيال هيبة عند الشعب فاستمعوا إليه . فقال دانيال للناس أن يفرقوا الشيخان أحدهما عن الآخر، وأخذ واحدا منهما وسأله : ” إن كنت قد رأيت سوسنه مع الشاب فقل تحت أى شجرة رأيتهما ؟ فأجاب : تحت شجرة الضروه ” . ثم أبعده واستدعى الشيخ الآخر وسأله نفس السؤال ، فأجاب : تحت السنديانة .. وسمع الشعب إجابتهما وعلما أنهما كاذبان وشاهدا زور . فصرخوا بصوت عظيم وباركوا الله مخلص الذين يترجونه. وحكموا على الشيخين ، بنقس الحكم الذي نويا أن يفعلاه بسوسنه ، فحكموا عليهما بالقتل . ونجت سوسنه العفيفة من القتل ، وظهرت براءتها أمام الجميع . فسبح زوجها وأقربائها الرب ، لأنه أظهر براءة سوسنه قديسة العفة ، التي فضلت الموت على كسر وصايا الله ، فنجاها الله و علا شأنها وسط أسرتها وشعبها . هكذا يقول معلمنا داود النبي “لأنه تعلق بي أنجيه . أرفعة لأنه عرف اسمي . يدعوني فأستجيب له . معه أنا في الضيق . أنقذه وأمجده” ( مز 14:91-15 )