رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَ يُصلِّي في بَعضِ الأَماكِن، فلَمَّا فَرَغَ قالَ لَه أَحَدُ تَلاميذِه: ((يا ربّ، عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ كَما عَلَّمَ يوحنَّا تَلاميذَه)). قالَ لَه أَحَدُ تَلاميذِه" فتشير إلى نائب عن باقي التلاميذ، لأنَّه قال:" عَلِّمنا" لا عَلِّمني. أمَّا عبارة "عَلِّمنا أَن نُصَلِّيَ " فتشير إلى سؤال أساسي من قبل التلاميذ، لأنه من الضروري أن يشعر الإنسان داخل نفسه بالرغبة في بناء علاقة مع الله الذي يستجيب صلاته وطلباته، خاصة لدى مشاهدتهم يسوع وشعورهم بالعلاقة القائمة بين يسوع والله في صلاته. فرغبوا أن يدخلوا هم أيضا في مثل هذه العلاقة، فطلبوا من يسوع أن يُعلِّمهم الصلاة. والجدير بالذكر أنَّ التلاميذ ما طلبوا من يسوع بعد صنع العجائب: يا رب علمنا أن نصنع عجائب. ولا بعد خطاباته البارعة: يا رب، علّمنا فنَّ الخطابة. لكنهم بعد ما رأوه يصلي، طلبوا منه: يا رب! علّمنا أن نصلّي! فيسوع عّلم تلاميذه الصلاة من خلال مثاله الحي (لوقا 9: 28) وتعليمه (متى 6: 9-13). وكان الربَّانيون يعلمون اليهود أن يصلوا ثلاث مرات في النهار، وكان الفِريسيِّون يصلون صلوات طويلة معيَّنة. ولاحظ التلاميذ أن صلاة المسيح خلاف الصلوات التي علَّمها الربَّانيون والصلوات التي مارسها الفريسيُون في زوايا الأزقة والشوارع. الرب يسوع وحده قادر أن يُعلمنا كيف نصلّي ويُقِّدرنا على تقديم الصلاة. والصلاة هي العلاقة بين الله والإنسان تساعدنا على التعرّف على ما تحمله قلوبنا تجاه الرّبّ واللقاء به كشخص حيّ لفهم مشيئته تعالى والتمتع بحياة الشَّركة معه. فلا عجب أن يوصي بولس الرسول تلميذه طيموتاوس بالصلاة: "أُريدُ أَن يُصَلِّيَ الرِّجالُ في كُلِّ مَكانٍ رافِعينَ أَيدِياً طاهرة، مِن غَيرِ غَضَبٍ ولا خِصام" (1طيموتاوس 2: 8). |
|