بعد أن كان الموت مصيراً مُقلقاً، أضحى إذاً موضوع تطويب " طوبى مُنذُ الآنَ لِلأَمْواتِ الَّذينَ يَموتونَ في الرَّبّ! فلْيَستَريحوا مِن جُهودِهم، لأَنَّ أَعْمالَهم تَتبَعُهم " (رؤيا 14: 13). إن موت الأبرار هو دخول في السلام (حكمة 3: 3)، في الراحة الأبدية، وفي النور الذي لا نهاية له. إن أمل الخلود والقيامة الذي كنا نستشفه في العهد القديم قد وُجد في سر المسيح أساسه الثابت، فالاتحاد بموته ليس فقط يجعلنا نعيش حالياً حياة جديدة، ولكنه يمنحنا أيضاً الضمان أن " الَّذي أَقامَ يسوعَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات يُحْيي أَيضًا أَجسادَكُمُ الفانِيةَ بِرُوحِه الحالِّ فيكُم" (رومة 8: 11). فحينئذٍ بالقيامة سندخل في عالم جديد حيث " لِلمَوتِ لن يَبْقى وُجودٌ" (رؤيا 21: 4)، ولن يرى المختارون القائمون مع المسيح "الموت الثاني" (رؤيا 20: 6) بل سيكون نصيب المَرذولين وإبليس والموت والجحيم (رؤيا 21: 8،).