وكَذلِكَ وصلَ لاوِيٌّ إلى المَكان، فَرآهُ فمَالَ عَنهُ ومَضى.
" فَرآهُ" فتشير إلى وقوف اللاوي على واقع الجريح المغدور وحاجته الشديدة إلى المساعدة والإسعاف. أمَّا عبارة "فمَالَ عَنهُ ومَضى" فتشير إلى اللاوي الذي تعامل مع الرجل الجريح المغدور كموضوع نجاسة. إن الإهمال في المساعدة اللازمة من قبل الكاهن واللاوي يُحرم هذا الإنسان من إمكانية المحافظة على حياته. ويعلق القدِّيس ساويرس الأنطاكي: "كثيرًا ما تظن عن جهلٍ أن الذي يشترك معك في ديانتك أو جنسيَّتك هو قريبك، أما أنا فأقول إن الذي يشترك في نفس الطبيعة البشريَّة هو قريبك، وكما رأيت الذي كان يرفع رأسه معتزًا بالملابس الكهنوتيَّة والذي كان يفتخر بتسميته لاويًا... لم يفكِّر أن ذاك الذي تغطَّى بجراحات لا شفاء لها ومُلقى على الأرض، وقد أوشك أن يموت في لحظة، كان إنسانًا! لكنهما احتقراه كحجرٍ أو قطعةٍ من الخشب المرذول". ونحن كم مِن أشخاص يضعها الله في طريقنا دون أن نلتفت إليهم؟