إخراج روح شــرير عنيد
كان بالاسكندرية رجل مسه الشيطان وهو في فجر شبابه وكان شيطانه هذا قاس جــــدا فكان يعذب المسكين ويجعله يرغـــي ويزيد ويقرض علي اسنانه كالوحش البري وكثيرا ما كان يدفعه إلي ان يلقي بنفسه في البحر.
وذات يوم جاء أقارب الرجل الذي به الشيطان ، وأركبوه علي ظهر بهيمة ليذهبوا به الي مزار القديس آبا مينا، وفي الطريق لاقوا الأمرين إذ كان الرجل يقفز من علي البهيمة، ويطارد أقاربه محاولا قتلهم، وإلحاق الأذي بهم، فكانوا يتوسلون إلي إله القديس مينا قائلين "يا إله القديس مينا، يا من تعمل العجائب في مزار شهيدك. ارحمنا وانقذ هذا الرجل المسكين من جبروت هذا الشيطان. أنعم عليه يارب بنعمة الشفاء".
وسرعان ما حضر اليهم القديس مينا راكبا حصانه، واعترض طريقهم ثم ترجل من علي حصانه، وسألهم قائلا: "إلي أين تسيرون بهذا الرجل؟" قالوا "إننا ذاهبون إلي مزار الشهيد مار مينا راجين من الله أن يمنح مريضنا الشفاء".
وفي الحال ركب القديس حصانه، وجذب الرجل المريض من شعر رأسه، ووضعه أمامه علي الحصان، وتبعه أهل الرجل حتي وصل الجميع الي المزار، وهناك اختفي مينا بحصانه فتعجب الناس تعجبا شديدا.
وبعد لحظات وجدوا رجلهم المريض معلقا في الهواء بين الأرض والسماء والشيطان الذي به يصرخ ويقول "أيها القديس مينا. لماذا تفعل بي هكذا؟ لماذا تطردني من جسد هذا الرجل؟ أرجوك أن تتركني. إن لي سبعة عشر عاما وأنا ساكن فيه – اتركني وإلا سأقتله ثم أخـــــرج منه". وبعد أن فرغ الشيطان من كلامه أنزل القديس الرجل الي الأرض.
وبعد ذلك بدأ القديس يعلق الرجل من أصبع يده في حبل كان يتدلي من السقف وكان يتركه هكذا من السادسة صباحا حتي السادسة مساءا، فكان الشيطان يصيح علي لسن الرجل ويقول ... "سأخرج سأخرج" وفعلا أفاق المريض، وأنزله القديس الي الأرض، وكان الرجل في شدة الأعياء فحمله أهله وأنزلوه عند قبرالقديس حيث أخذ الكاهن قليلا من زيت القنديل الذي كان مضيئا فوق جسد القديس مينا ورشم به علامة الصليب علي جبين الرجل .
وسمع كل الحاضرين حول القبر صوت القديس آبا مينا وهو يقول للشيطان بعد أن قيده "أيها الشيطان العدو – النجس ... مالك وصنيعة الله. كم من آلام سببتها لهذا المسكين أيها اللعين .. أنا مينا. ابتليتك في الطريق، وأحضرتك إلي هنا كي يشاهد جميع الحاضرين خزيك وعارك" وكان الشيطان يريد أن يعود إلي الرجل مرة ثانية، ولكنه بعد كلمات القديس تحول إلي شعلة من النار شاهدها الجميع، ووقف الرجل سليما معافي، وقدم قرابينه الي المذبح، ثم عاد هو وأهله إلي الاسكندرية يمجدون الله إله مارمينا.
++++++++++++