العظيم الأنبا مكاريوس حياته كلها كانت جهاداً ودموعاً وصلاة وسهراً، وكم من ليالي قضاها ساهراً للصباح وهو يصلي. كان ينام من الساعة الثانية عشر مساءاً حتى الثانية أو الثالثة صباحاً وكثير من الأيام لم يكن ينام لحظة واحدة خاصة في ظروف مرضه الأخيرة، كان يسهر ويصلى ثم يقول: "الليلة دي مثلاً أنا نمت ساعة واحدة فقط من النهتة والتعب"، أي من تعب هبوط القلب، ولكن كل وقته كان يقضيه في الصلاة بدموع". وكثيراً ما طلبنا من سيدنا بإلحاح أن لا يتعب نفسه إلى هذه الدرجة خاصة في ظروفه الصحية الصعبة الأخيرة فكان يقول: "الناس تعبانه وعاوزه اللي يريحها ويعطيها كلمة، ودول بيجوا من بلاد بعيدة وهم تعبانين، ولازم الواحد يشوفهم عاوزين إيه. دول مساكين والأيام دي صعبة ولازم نريحهم" فكان هذا مسلكه ومنهجه أن يضحى بنفسه وصحته ووقته وأكله وكل ماله ليريح الآخرين.