في عام 360م قرر القديس مكاريوس الكبير التنقل إلى مكان آخر وهو مقر الدير المعروف حاليًا بدير أبو مقار الكبير و بدأت الأعداد تتوافد حتى يتتلمذوا على يدية الفكر الرهباني و التفسير الإيماني ، وفي عام 375م حين علم الإمبراطور فالنس الذي كان يؤمن بالعقيدة الأريوسية وهى أحد الطوائف المسيحية التي تخالف المبادئ الأرثوذكسية و لم يعد لها متابعين في الوقت الراهن ، قرر أن يقوم بنفي الرهبان الموجودين في وادي النطرون إلي جزيرة فيلة بأسوان وكانت هذه الجزيرة، فقام القديس مكاريوس بنشر أفكاره و إيمانه، وبعدها ما يقرب من العام قرر الإمبراطور السماح لجميع الرهبان بالعودة إلي الأديرة التي طردوا منها، فعاد القديس مكاريوس إلي ديره بوادي النطرون، وواظب علي الصوم والصلاة بغير انقطاع حتي توفي في شيخوخة إيمانية عام 391م.و نظرًا لدور هذا القديس الذي مارس الإيمان و نشر الفكر القبطي و الرهباني نحو ما يقرب من 90 عامًا،تحرص الكنائس القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بتذكار هذا القديس العظيم مكاريوس الكبير سنويًا تكريمًا لدوره العظيم و مكانته الكبيرة في الكنيسة القبطية.