رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت مريم حسّاسة وتأملية، ولها قلب مُحبٌ للرب يسوع، ودخلت في شركة الحياة معه، إذ كانت تجلس عند قدميه لتستمع إلى كلامه على مثال التلميذ في العادات اليهودية القديمة (لوقا 8: 35). فالجلوس يُسهِّل الإصغاء، فجلست عند قدمَي المعلم، وهي صامتة تُصغي بكليتها إلى كلمته، ومرتبطة به. فكانت مريم منشغلة بيسوع نفسه لا بما تقدمه من ضيافة ليسوع. ولا تريد أن تنشغل باي شيء سواه. وقد ركَّزت عيِّنيها وأُذنيَّها على يسوع وحده. فلم يغدق يسوع عطاياه على مريم أكثر من مرتا، بل مريم هي من اختارت النصيب الأفضل، بقرار حر واعي. ويعلق القديس ايرونيموس بقوله "كوني كمريم تفضِّلين طعام النفس عن طعام الجسد. اتركي أخواتك يجرين هنا وهناك ليدبِّرن بلياقة كيف يستضفن المسيح، أما أنتِ فإذ تتركي ثِقل العالم اجلسي عند قدميْ الرب، وقولي له: "وجدت من تحبُّه نفسي، فأمسكتُه ولم أرْخه" (أناشيد الأناشيد 3: 4) هكذا لم يترك الرسل كلمة الله ليخدموا الموائد (أعمال الرسل 6: 2). |
|