![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسل_القديسون من صيادي سمك، لصيادي البشر ![]() طوبى لهؤلاء الرسل القديسين، لما سمعوه وعاينوه وعاشوه، الذين لم يكن العالم مستحقاً لهم، إذ تركوا كل ما يملكون، تركوا كل شيء ليتبعوا المعلم الذي وعدهم أن يكونوا معه في ملكوته الذي ابتدأ فيهم وهم ما زالوا على هذه الأرض.. تركوا الفاني لينالوا الباقي للأبد.. تركوا بيوتهم، فنالوا منازل لهم في السماوات مُعَدٓة من المسيح نفسه.. تركوا سفنهم البسيطة، فنالوا الكنيسة (سفينة الخلاص).. تركوا حبال وشباك الصيد، فنالوا ألسنة وحكمة الروح القدس ليكملوا صيدهم مع البشر،بدل أن يصطادوا ليميتوا السمك بحبائلهم وشباكهم، صاروا يصطادوا البشر لييحوهم بحياة الروح القدس.. قضوا ليالي بتعب دون أن يصطادوا شيء، أما الآن ببركة كلمة الرب، وبروحه القدوس،اصطادوا (في العنصرة) بعظة واحدة ثلاثة ٱلاف نفس. بعد أن ذاقوا طعم المسيح العذب (ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب..) صاروا هم بأقوالهم العذبة المملحة بالروح، صاروا طُعماً عذباً بفم كل من اقتبل كلام الحياة الأبدية... تركوا قصبة الصيد المميتة، والتي تحمل سمكة للموت، فنالوا خشبة الصليب الحاملة المسيح الحياة إلهاً حياً، طُعم القصبة يجتذب السمك للموت أما طُعم الصليب الذي هو المسيح نفسه اجتذب البشر للحياة،إذ هو الحق والحياة، ومعه لا موت ولا فناء. اتحدوا روحياً بالمسيح فصاروا رائحة المسيح الزكية التي فاحت في كل العالم، وما زالت تفوح إلى الآن رغم كل الآلام والإضطهادات التي عاشوها، وكلما عظمُت الآلام فاح عبيرهم أكثر (كزهور تعطيك أريجها حتى لو هرستها بيدك).. شابهوا معلمهم في كل شيء، بعد ان تتلمذوا وأطاعوا حتى الموت كمعلمهم، فصاروا أنواراً سماوية تغتذي من النور الحقيقي يسوع، وتضيء في جَلَد الكنيسة لتَهدينا في حِلكة ليل هذا العالم.. فمهما قلنا لا نفي في وصف عظم مجدهم الذي نالوه من ملك المجد.. فلا يسعنا إلا أن نتوجّه إليهم بالصلوات والتضرعات طالبين شفاعاتهم وقائلين: يا رسل المسيح المحب البشر، لا تنسونا نحن غير المستحقين، فاذكرونا لدى المخلص ليغفر لنا ويرحمنا ويخلص نفوسنا... ٱمين.. الأرشمندريت باييسيوس... |
![]() |
|