رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرح المسيحي هو فرح الرجاء! "ستَحزَنون ولكِنَّ حُزنكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا" شكّل وعد يسوع هذا لتلاميذه محور العظة التي ألقاها الأب الأقدس صباح اليوم الجمعة مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وقال إن الفرح المسيحي هو عطية ننالها من الرب وليست شيئًا يمكن شراؤه لأن الفرح المسيحي هو فرح الرجاء! لقد تميز القديس بولس بالشجاعة لأنه كان يتحلى بقوة من عند الرب، لقد خاف أحيانًا بالطبع، وهذا الخوف هو أمر طبيعي يحصل لنا جميعًا، ولكن قد نتساءل أمامه أحيانًا: "أليس من الأفضل لنا أن نعيش بالتزام مسيحي أقل ونجد لأنفسنا مساومة مع العالم؟" لقد كان القديس بولس يعرف جيدًا أن ما يفعله لا يعجب اليهود ولا الوثنيين، ولكنه لم يتراجع بل تابع رسالته متحملاً كل المشاكل والاضطهادات. وأضاف البابا هذا الأمر يجعلنا نفكر بما يخيفنا ويقلقنا. ويسوع أيضًا قد خاف واكتأب، وفي كلمة الوداع قال لتلاميذه: " ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح" وهذا ما حصل مع أول الشهداء المسيحيين. يجب أن نقول الحقيقة وهي بأن حياتنا المسيحية ليست احتفالات متواصلة، وإنما هناك بعض الحزن والبكاء أحيانًا، عندما تمرض وعندما تواجه مشكلة في العائلة، أو عندما ترى أن راتبك لا يكفيك حتى آخر الشهر وابنك مريض ولا يمكنك أن تدفع قرض المنزل وعليك أن تتركه... كثيرة هي المشاكل التي نواجهها لكن يسوع يقول لنا: "لا تخافوا! ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح، ولكنه يفرح لأنه يعارضكم! ولكن هناك نوع آخر من الحزن، ذلك الحزن المتأتي عن سلوكنا في دروب غير صالحة، أي عندما نخرج "لشراء" فرح وسعادة العالم: فرح الخطيئة الذي يخلّف في داخلنا الفراغ والحزن. وهذا هو حزن الفرح المزيّف، لكنّ الفرح المسيحي هو فرح الرجاء، فرح سيصل. نحن لا نراه عند التجربة، ولكنه فرح يتطهر بواسطة التجارب التي نتعرّض لها يوميًّا: "ستَحزَنون ولكِنَّ حُزنكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا". من الصعب علينا عندما نذهب لزيارة مريض ما أن نقول له: "تشجع! لأنك ستفرح غدًا!" لا يمكننا أن نقول له هذا وإنما علينا أن نفعله، وكذلك نحن أيضًا عندما يظلم كل شيء حولنا ولا نعود نرى شيئًا، علينا أن نقول لأنفسنا: "أنا أعلم يا رب أن هذا الحزن سينقلب فرحًا، لا أعرف متى وكيف ولكنني أؤمن بهذا!" وبالتالي فهو فعل إيمان بالرب. ولكي نفهم بشكل أفضل ذلك الحزن الذي ينقلب فرحًا، يخبرنا يسوع مثل المرأة المشرفة على الولادة: صحيح أن المرأة تتألم كثيرًا خلال الولادة، ولكنها بعد أن تضم مولودها بين ذراعيها تنسى كل شيء ويبقى فرح الحياة الجديدة! وهكذا أيضًا بالنسبة لنا بعد الحزن والألم يبقى لنا فرح يسوع ذلك الفرح الذي تطهّر! إنه الفرح الذي يختفي خلال بعض المراحل من حياتنا ولا نشعر به في أوقاتنا العصيبة ولكنه يأتي بعدها كفرح رجاء! وبالتالي هذه هي الرسالة التي تعطينا إياها الكنيسة اليوم: وهي عدم الخوف! علينا أن نتحلّى بالشجاعة عند الألم وأن نفكر بأن الرب سيأتي وسيأتي معه الفرح، وأن نور الشمس سيبدد الظلام. ليمنحنا الرب جميعًا فرح الرجاء هذا. والعلامة التي ننالها لعيشنا هذا الرجاء هي السلام! كم من المرضى والمتألمين يحملون هذا السلام في داخلهم... هذا السلام هو ثمر فرح الرجاء! لنسأل أنفسنا إذًا: "هل أحمل في داخلي السلام عندما أعيش لحظات مظلمة أو عند الصعوبات والاضطهادات وعندما يفرح الآخرون لحزني؟ هل أحمل السلام في داخلي كثمر لفرح الرجاء الآتي؟ لنفكر في هذه الأمور ولنطلب من الرب أن يساعدنا لنتمكن من فهمها! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الرجاء الوشيك للرب يسوع هو الرجاء المسيحي |
الرجاء المسيحى |
الرجاء المسيحى |
الرجاء المسيحى |
لقاء مع أميرة المنتدى وأيقونة الفرح المسيحى أختنا"سما سمسمة"بمناسبة عيد ميلاد الفرح المسيحى |