رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا توجد خطيئة تستنفد سخاء وكرم وجود رحمة الله، حتى و لو كان الإنسان زانياً أو فاسقاً. إن قوة محبة الله و محبة السيد هي عظيمة للدرجة التي تجعل كل الخطايا تختفي، وتجعل الخاطئ يسطع بدرجة أكثر ضياء من أشعة الشمس . و المسيح نفسه و هو يخاطب الجنس البشري قاطبة يقول “تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم” (مت ٢٨ /١١). إن نداءه نداء رحمة ، وصلاحه يفوق كل تصور. انظر من يدعو ؟! إنه يدعو أولئك الذين أضاعوا قوتهم فى كسر الوصايا، هؤلاء المحملين بأثقال خطاياهم، أولئك الذين لم يعودوا بعد قادرين على رفع رؤوسهم، أولئك الذين قد امتلأوا بالخزي ، أولئك الذين لم يعودوا قادرين بعد على التكلم. فلماذا يكلمهم إذن؟ ليس لكي يقدمهم للقضاء، ولا ليسألهم عن الحساب. فلماذا إذن ؟ – ليشفيهم من آلامهم، ليرفع عنهم احمالهم، و ماذا يكون أكثر ثقلاً من الخطيئة ؟ تعالوا تعالوا إلي فأنا اجدد و أنعش المنحنين تحت نير الخطيئة، كما لو كنتم تحت حمل ثقيل، سوف امنحكم الصفح عن خطاياكم، فقط.. تعالوا الى. إن اللص التائب الذي صُلب بجواره أتى، إنه أتى إلى يسوع بتوبة ” اذكرني يا رب متى جئت فى ملكوتك” قال له يسوع : “اليوم تكون معي فى الفردوس” (لو ٢٣ :٤٣-٤٢). لقد كان لصاً! لقد سرق المجوهرات، النقود، الخيل، و الآن ها هو يسرق الملكوت، إنه يلتقط مفتاح باب السماء بمفتاح التوبة. يقول الرب يسوع: “توبوا فقد اقترب ملكوت الله” . فما هو ملكوت الله ؟ إنه ليس حالة أكثر من يملك الله و يسود. لقد غزا المسيح العالم يوم ميلاده، لقد أتى ليسامح، ليصفح، لينير، ليقود ، ليصنع كل شىء جديداً. إنه أتى ليملك لا على عرش أرضي و لكن على عرش القلب والفكر، وأولئك الذين يصدقون يسوع و يتوبون و يديرون وجوههم من الخطيئة و الذات إلى الله، سوف يجدون كما يقول يسوع : “ملكوت الله داخلهم” (لو١٧ :٢١ )☦💟 ( القديس يوحنا الذهبي الفم ) |
|