امتحن نفسك ـ القديس اشعيا الاسقيطي
لننتبه لانفسنا يا اخوتي، فالي متي تثقل قلوبنا ونهلك ؟ أتعابنا بسبب تهاوننا، غير عالمين أن عدونا هو فينا، يتملقنا ويجتذبنا كل يوم أن يفسح لعيوننا أن تبصر شيئاً من نور اللاهوت ؟ امتحن نفسك ايها الانسان الشقي، يا من تعمدت في دم المسيح ولموته: ما هو الموت الذي ماته ؟
ان كنت تتبع اثر خطواته أرني اسلوب حياتك،
انه لا يخطئ ويقدم لك نفسه مثالاً في كل شئ:
سار في فقر، ألا تحتمل أنت الفقر ؟
لم يكن له أين يسند رأسه، وأنت أفلا تحتمل، بل وتفرح، أن تكون مغترباً ؟
احتمل الاهانات أفلا تحتمل اساءة واحدة ؟
هو لم يكافئ عن الشر، وأنت ألا تحتمل أن لا تُكافَأ ؟
عندما مات لم يغتظ، اما نحن فنغضب اذا ما تألمنا !
مكث هادئاً حين أُهين، وأنت تقلق ولو لم تصبك اهانة !
كان يتضع ويعزي الذين يخطئون اليه، أما أنت فتجرح بكلامك حتي الذين يحبونك !
كان يحتمل الضيقات بفرح، أما أنت فتنزعج لأقل خبر غير مقبول !
كان وديعاً مع الذين سقطوا في الخطايا، وأنت تتشامخ علي من هم أفضل منك !
أسلم نفسه للذين أخطأوا ضده لكي يفديهم، وأنت ليست لك استطاعة أن تبذل من أجل الذين يحبونك !
هذا هو ما أعطاك اياه، وأنت فماذا قدمت له ؟
اعرفه من أعماله، واعرف نفسك من أعمالك.
ان كنت قد مت معه، فمن الذي يرتكب هذه الخطايا ؟!
فلننتبه با أحبائي كما ينبغي الي وصاياه المقدسة، ولنقطع مشيئاتنا، فنري نور الوصايا ان كنا نحب الذي يكرمنا
فما الذي نفعله أفضل من الوثني ؟!
أتصلي من أجل الذين يحسنون اليك؟ ان العشارون يفعلون ذلك أيضاً !
أتسر بالذي يمدحك ؟ فاليهودي يفعل ذلك علي السواء !
ما هو الفضل الذي تفعله أنت يا من مت للخطية وتحيا في المسيح يسوع ؟
أتحب فقط من يعطيك ؟ فما الذي تفعله أفضل مما يفعله الشرير ؟ اذ انه يفعل هذا أيضاً مثلك !
أتبغض الذي يسئ اليك أو يعصاك ؟ فأنت اذاً تماثل الوثني !
لقد كان يجب عليك بالأحري أن تصلي من أجله لكي ينال الغفران !
أتسخط علي من يشتمك ؟ فأنت تماثل العشار الذي يفعل ذلك أيضاً !
امتحن نفسك اذاً يا من قد اعتمدت لاسمه القدوس !