ذهب الجند ومعهم القديس ابسخيرون إلى قصر الوالي كان الوالي في هذا اليوم ذاهبا إلى الحمام واحضروا إليه الكتب (الرسالة) وأعادوا قراءتها عليه وعرضوا عليه القديسين واحداً بعد الآخر فلما قدموا إليه القديس ابسخيرون وفى عنقه الأغلال وهو مكبل بالحديد قال له: "أنت ابسخيرون الذى كنت جنديا بأتريب." أجابه القديس: "نعم أنا هو." فقال له الوالي: "هذه كتب النائب بأتريب وردت إلينا بسببك ويذكر فيها انك قد رفضت جنديتك وأنك في بادئ أمرك بلا ناموس ولما عرضوا عليك السجود لآلهة الملك لم تفعل وجدفت عليهم وشتمت عظمة الملك." فلم يجبه القديس بشيء عن هذا الكلام فقال له الوالي: "لم لا تتكلم أيها البائس الشقى؟" فأجاب القديس: "أنا لا أرفع البخور للأوثان ولو كنت تعبدت لآلهتك لم يحضروني إليك؟ والآن ها أنا أمامك أفعل ما شئت." فأجاب أحد المشيرين للوالي قائلاً: "يا سيدي بلغني أن ابسخيرون هذا ساحر عظيم وهو يعبد رئيسا عظيما للشياطين يسمى يسوع، فقال له القديس: "لأنك جدفت علي يسوع فهو يأمر واحداً من الشياطين أن يدخل فيك." وقبل أن يفرغ القديس من كلامه وثب روح رديء علي الرجل مشير الوالي وأخذ يعذبه وصرعه فجرد سيفه وأراد قتل مكسيماس الوالي فهرب من أمامه وهو يتبعه يريد قتله وكان يزبد ويشتم الملك والوالي والجنود ولما حدث ذلك وقع علي الجميع خوف عظيم ودهشة ففزعوا وهربوا. أما القديس فعندما رأى المشير يتعذب قال له: "إن اعترفت باسم يسوع المسيح فهو يخلصك."