أمام ثبات القديس ابسخيرون وعناد النائب تشاور العظماء وطلبوا من النائب أن يتمهل عليهم قليلا إن كانوا يقدرون أن يطيبوا قلب ابسخيرون لعله يرفع البخور.
وقام العظماء وأظهروا عطفهم علي القديس وصرفوه في هذا اليوم من المحاكمة وفي الغد ذهبوا إليه وأظهروا ترفقا به أكثر من الأمس وأخذوا يلاطفونه محاولين إرضاءه وقالوا له في رفق: "يا سيدنا ابسخيرون حاشاك أن تضل كما ضل أناس كثيرون وجهلوا، وأنت تعلم محبتنا لك وتعظيمنا لشأنك، والآن فارجع عن هذا الرأي الذى لا يليق بجنديتك، ولا تتبع هؤلاء القوم السحرة لئلا تموت موتا رديئا. وقد أوصيناك مرات كثيرة أن لا تذكر هذا الاسم الذى هو يسوع في فمك لأننا سمعنا أن الشياطين جاءوا إليه ليجربوه وقوم جعلوه إلها وسمعنا أيضا أنهم صلبوه، فاسمع لنا لأن الأفضل لك أن ترفع البخور للآلهة الكرام لا سيما أبولون الذى لا توصف كرامته."