فالإمبراطور بدأ يدخل بنفوذه في منطقه نفوذ البابا في شمال إيطاليا
تعاليم القديس بطرس، بأنه يجب على الناس أن يخافوا الله ويكرموا الملك (رسالة بطرس الأولي الآية 17) وعلي هذا فإن كل ما يقوله بأننا تسلمنا التاج الإمبراطوري إقطاعا من البابا يعتبر باطل العقيدة لأنه يخالف أوامر الله وتعليم بطرس الرسول.
وقع هذا الرد وقع الصاعقة على رأس البابا، وكان عليه أن يتجنب سوء الصدام بينهما ولو أن سوء النية قد توافر بين الطرفين، وان هذا الحادث قد كشف النقاب عن حقيقة شعور كل منهما تجاه الأخر ومهد الطريق لصدام قريب بينهما.
فالإمبراطور بدأ يدخل بنفوذه في منطقه نفوذ البابا في شمال إيطاليا وساعده على ذلك خوف بعض الآراء وضعفهم هناك بالإضافة إلى ضعف البابا نفسه لكبر سنة وتوفي في 1159 وخلفه الكاردينال رولاند باسم البابا اسكندر الثالث وظل في منصبه قرابة 22 سنة (1159- 1181) تمسك أثناءها بحقوق الباباوية ودخل النزاع إلى مرحله العنف بين الإمبراطور وبينه، لا سيما وأنه كانت تحكمها علاقات سيئة قديمة بينهما، فاستعمل البابا في روما سلاح الحرمان ضد بابا ألمانيا مما آثار الإمبراطور، وأراد أن يكسر أنيابه حتى بالسلاح لو استطاع، إلا أن أساقفة ألمانيا أنفسهم وهم التابعون له لم يوافقوه على أن يشهر السلاح ضد الكنيسة مهما كان الأمر، فتألف حلف علماني بزعامة الإمبراطور الذي ثار لكرامة الإمبراطورية، وعقد رجال الإكليروس في روما حلفًا واحد برئاسة البابا اسكندر قرارًا بحرمان الإمبراطور من رحمه الكنيسة.