تضحية الكنيسة بالماديات في سبيل الحقوق الروحية
وكان من الطبيعي أن يقبل الإمبراطور هنري الخامس هذا العرض الذي يعطيه ملكيه أراضى الكنيسة وأملاكها الواسعة، ولكن خرجت مشكله أخري نتيجة لهذا، وهي موقف الأساقفة ورجال الكنيسة الذين كانوا أمراء إقطاعيين وعاشوا على مستوي الأمراء في حياتهم الخاصة فقاموا بمظاهرات كبيرة في روما في كنيسة القديس بطرس وقتل الكثير من الشعب وقبض على عدد من الأساقفة بمعرفة ملك ألمانيا وتدخل هنري الخامس من جديد وتنازل البابا عن هذا الحق الروحي ليعود التقليد العلماني مرة ثانية إلى يد الإمبراطور.
إلا أن هذا الوضع لم يرض أراخنة الكنيسة فثاروا على البابا، فلم يسعه إلا أن ينقض وعده واتفاقه، فانقسمت الكنيسة على نفسها أمام قوي الأباطرة والأمراء وفر البابا تحت هذه الضغوط إلى جنوب إيطاليا ومات هناك في 1118.
ولما تولي بعده البابا كالكتس الثاني في 1119 عقد مجمعًا دينيًا في ريمس وتفاهم الإمبراطور الذي كان قد مل هذا الصراع، وبذلك أخذ الطرفان يبحثان عن حل توفيقي للمشكلة، وأظهر البابا للإمبراطور أن هدف البابوية ليس إضعاف الإمبراطورية وتقليل شأنها وإنما تعظم قدرها وتقويه نفوذها، وبهذا عقدت بينهما اتفاقية ورمز worms في سنة 1122.