إِنِّي أَدعو لَهم ولا أَدعو لِلعالَم بل لِمنَ وَهبتَهم لي لأَنَّهم لَكَ
"لا أَدعو لِلعالَم" فتشير الى يسوع الذي لا يصلي للناس الذين يُغلقون على أنفسهم في الكبرياء ويرفضون الله لأنه لم يأت لهذا العالم الاَّ لينتزع البشر من عبودية سيد هذا العالم ويرميه خارجا كما صرّح يسوع المسيح "اليَومَ يُطرَدُ سَيِّدُ هذا العالَمِ إِلى الخارِج" (يوحنا 12: 31)، وبموته يتأهب يسوع للانتصار على هذا العالم "ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم" (يوحنا 16: 33).
لا يصلي يسوع للعالم الذي لا يزال يحيا في شره غير مؤمن به بل لجماعة التلاميذ المؤمنين به.
فالمسيح حقاً مات من أجل كل العالم ولكن ليس كل العالم تمتع بالغفران. فكيف يصلي المسيح لمن لا يزالون في شرهم لكي يحفظهم الآب؟ يسوع صلى هنا لتلاميذه خاصة، وهذا لا يعني أنه لم يصلي من اجل العالم بدليل صلاته "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك فَلْيكونوا هُم أَيضاً فينا لِيُؤمِنَ العالَمُ بِأَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني" (يوحنا 17: 21)، وانه صلى من اجل قاتليه (لوقا 23: 34)