ان يسوع رفع نظر اليهود الى خبز أهم من المَنِّ، الى خبز الله، مبدأ الحياة الذي يبقى الى الابد، وليس كالمَنِّ الذي يُفنى. والمَنُّ ما هو الاَّ ظل لخبز الحياة الذي يقدِّمه يسوع، إذ أوضح يسوع انه خبز الحياة في كلامه: "جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَقّ" (55).
وتمَّ ذلك في العشاء الربَّاني لما قدَّم جسده مأكلا ودمه مشرباً، في الخبز والخمر، سر جسد يسوع الذي يُبذل من أجلنا وسرّ دمه الذي يُراق عنا لمغفرة الخطايا.
فالإفخارستيا هي المَنُّ الحقيقي، هي الخبز الذي يعطي الحياة للعالم، بمجرد الاتحاد الوثيق بيسوع.