ليس المجد في نظر يسوع تهربا من الواقع بل هو إحالة الى الحياة اليومية. وهو نور في طريق الموت. فقد ربط متى الإنجيلي حدث الآلام والتجلي بظرف زمني دقيق "وبَعدَ سِتَّةِ أَيَّام" (متى 4: 1) مما يًظهر جواباً من الآب الى انباء يسوع بآلامه وسيره على درب البذل والعطاء والصاعد نحو الجلجلة والقبر الفارغ. فهو خبر مسبق عن القيامة. وأوضح لوقا الانجيلي ان الحوار الذي دار بين يسوع وموسى وايليا حول رحيل يسوع أي حول آلامه وموته وقيامته، فربط حدث التجلي مباشرة بفصح الرب أي عبوره بالصليب من حياة الذل والهوان الى حياة المجد. وفي الواقع يدعو يوحنا الانجيلي موت المسيح " انتِقالِ" وفصحا (يوحنا 13/1)، واما لوقا الإنجيلي يدعوه لوقا " ارتِفاع" وقيامة (لوقا 9: 51)؛ وفي هذا الصدد ترفع الكنيسة صلاتها في مقدمة تجلي الرب " كان التجلي ليُثبت بشهادة الشريعة والانبياء ان على يسوع المسيح ان يُعاني الآلام فيدخل في مجد القيامة".