رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلمَّا رأَى ذلكَ تِلميذاهُ يَعقوبُ ويوحنَّا قالا: ((يا ربّ، أَتُريدُ أَن نَأمُرَ النَّارَ فتَنزِلَ مِنَ السَّماءِ وتَأكُلَهم؟ )) " أَن نَأمُرَ النَّارَ فتَنزِلَ مِنَ السَّماءِ وتَأكُلَهم؟ " فتشير إلى العقاب الذي انزله إيليا النبي لرسل الملك أخزيا، أعداء الرب (2 ملوك 1: 10-12). أذ عندما رفضت القرية السامرية استقبال تلاميذ يسوع، لم يُردْ يعقوب ويوحنا أن يكتفيا بنفض الغبار عن أقدامهما (لوقا 9: 5)، بل أرادا الانتقام بطلب من السيد المسيح لإنزال نار من السماء اقتداء بالنبي إيليا والتهام هذه القرية. ولعلَّه بسبب هذا الروح المُتَّقد دعاهما المسيح “بُوَانرْجس" Βοανηργές, وفي العبرية בְּנֵי־רְגוֹשׂ أي اِبنيْ الرَعد (مرقس 3: 17). إن روح الشر والانتقام متأصلٌ في قلب الإنسان. ووظيفة المسيح غير وظيفة إيليا النبي. فان الله أرسل إيليا ليُجري قضاءه على عشرة أسباط إسرائيل عقابًا لهم على تركهم عبادته تعالى والتمسك بعبادة بعل. أمَّا المسيح فأتى للخلاص لا للانتقام، لكن الرب لم يأت ليهلك بل ليخلص (متى 18: :11، ويوحنا 3: 7، 5: 45). ويخلصنا عن طريق استبدال قلب الحجر بقلب من لحم. كما يقول الرب على لسان حزقيال النبي "ُعطيهِم قَلبًا آخَر، وأَجعَلُ فيهم روحًا جَديدًا، وأَنزِعْ مِن لَحمِهم قَلبَ الحَجَرِ وأُعْطيهِم قَلبًا مِن لَحْم" (حزقيال 11: 19). وهذا ما حدث مع السامريين لدى تبشير الشماس فيلبُّس لهم (أعمال الرسل 8: 5) ونزول الروح القدس عليهم لدى صلاة الرسولين بطرس ويوحنا عليهم (أعمال الرسل 8: 14-15). علَّنا نتبع خطى القديس الرسول بطرس وهو يناشد المسيحيين بحرارة " سِيروا سِيرةً حَسَنةً بَينَ الوَثنِيِّين " (1 بطرس 2: 12) وتوصية بولس الرسول وهو يناشد المسيحيين أن "يسالِموا جًميعَ النَّاسِ إِن أَمكَن، على قَدْرِ ما الأَمرُ بِيَدِهم" (رومة 12: 18)، بحيث يكونون حقاً أبناء الآب الذي في السماوات" (متى 5: 45). |
|