رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولَمَّا حانَت أَيَّامُ ارتِفاعه، عَزَمَ على الاتِّجاهِ إلى أُورَشَليم. وأمَّا عبارة " أُورَشَليم " فتشير إلى عاصمة يهوذا وفلسطين السياسية لزمن طويل. أول مرة ورد فيها اسم أورشليم هو في نقش مصري قديم يرجع إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وفيه تصب اللعنة على أمير هذه المدينة. وربما أن معنى هذا الاسم هو ((أساس السلام)) أو ((أساس الإله شاليم)) وتدعى هذه المدينة "ساليم"، في سفر المزامير (مزمور 76: 2)، لذا يرجح أن شاليم التي كان ملكي صادق ملكاً لها هي نفس أورشليم (تكوين 14: 18). أما أسماء أورشليم الأخرى فهي: -يبوس (قضاة 19: 10 و11) اريئيل (أشعيا 29: 1) مدينة العدل (أشعيا 1: 26) والمدينة (مزمور 72: 16) ومدينة القدس أو المدينة المقدسة (أشعيا 48: 2 ومتى 4: 5) أما أسماؤها في العربية فهي تسمّى بيت المقدس والمقدس والقدس الشريف، والاسم الغالب هو القدس. يُبرزُ لوقا وجهاً مسيحيا إلى اورشليم. فأورشليم هي، في حياة يسوع، المركز الذي ينتهي إليه كلّ شيء: يُقدَّم يسوع فيها في الهيكل، ونفوس أمينة كسمعان الشيخ وحنة النبية تُدرك كيف تتعرّف إليه (لوقا 2: 22-28)، وفي الثانية عشرة من عمره، يصعد إليها ويُظهر حكمة بين العلماء (2: 41-50)، مما يُشكّل إعلاناً مستتراً عن ظهوره وذبيحته المستقبليّة. فأورشليم هي مقصد حياته: "لا ينبغي لنبيٍّ أن يهلك في خارج أورشليم" (13: 33). وهكذا يبرز لوقا بشكل ملفت للانتباه صعود يسوع نحو المدينة التي عليه أن ينجز فيها رحيله (9: 31، 9: 51، 13: 22، 17: 11، 18: 31، 19: 11 و28). وأمام الرفض النهائي الذي سيواجه رسالته، يعلن عن خرابها (19: 41-44، 21: 20-24) لكن ارتقاب الزمن الانتقالي، هو "زمن الوثنيين"، يفصل بوضوح بين حادث الخراب والتمام النهائي (21: 24-28). إذا كانت قصة يسوع تنتهي في أورشليم مع ذبيحته وظهوراته للرسل وصعوده إلى السماء (24: 36 -53، أعمال 1: 4 -13)، فإن تاريخ الشهادة بدأت من هنالك أيضاً. ففي أورشليم، ينال تلاميذ المسيح الروح القدس (أعمال 2). ومذ ذاك، فهم مرسلون لكي يحملوا الإنجيل من أورشليم إلى اليهودية، ثم إلى السامرة حتى أقاصي الأرض (لوقا 24: 47). وفي الواقع، إنهم يعلنون أولاً البشرى في اورشليم وهناك يؤسسون الجماعة المسيحية الأولى (أعمال 2 إلى 7). |
|